عادات الغذاء الصحية في رمضان
يعتبر أخصائيو التغذية شهر رمضان فرصة؛ لتقليل السعرات الحرارية الزائدة الملتهمة على مدار اليوم، بينما يصر الناس على إضافة مواد غذائية وأصناف تضاعف من السعرات الحرارية المطلوبة دون أي فوائد غذائية تذكر، وهو ما أكدته أخصائية التغذية ريما سليمان أن قطعة الكنافة حوالي 200غم تحتوي على 600 سعر حراري، وهو عدد سعرات مهول جداً إذ تعتبر ربع عدد السعرات الحرارية المطلوبة ليوم كامل في الأيام العادية.
وفي رمضان يحتاج الشخص إلى عدد سعرات أقل لقلة النشاط الحركي، وكثرة النوم، ولعله يستدرك الصائمون ما تبقى من رمضان لضبط وجباتهم وحرق الجرامات الزائدة.
نصائح لوجبات صحية في رمضان:
تقدم أخصائية التغذية ريما سليمان عدد من الوصايا منها الإبقاء على نظام ثلاث وجبات يوميا، وهي وجبة الإفطار والسحور وبينهما وجبة العشاء، على أن تكون متوازنة وتحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها جسم الإنسان.
ومن أهم ما تنصح به الصائم عدم تناول طعام الإفطار بشكل متواصل أو سريع، حيث إن عملية تبليغ الدماغ أن المعدة امتلأت تستغرق 20 دقيقة، فإذا تناولت الطعام بسرعة ستشعر بالتخمة والكسل بعد الانتهاء من الإفطار.
كما توصي بالبدء بثلاث تمرات فقط، مع كأس لبن ويمكن تناول خمس إلى سبع تمرات لمن يرغب زيادة وزنه، كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات، فإن لم تكن رطبات، فتمرات، فإن لم تكن تمرات، حسا حسوات من ماء" أحمد وصححه الشيخ شاكر، و رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.
وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:] إذا أفطر أحدكم فليفطر على التمر، فإنه بركة فإن لم يجد تمرا فالماء فإنه طهور[رواه الترمذي، ولكن ضعفه بعض العلماء، منهم الألباني.
ومن الأخطاء التي يرتكبها الصائم أثناء الإفطار: شرب الماء بكميات كبيرة فجأة مما يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية بالمعدة وقلة حركتها، كذلك شرب القهوة فهي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين الذي يشد أعصاب المعدة ويسبب ما يسمى بحرقة الفؤاد.
وبعد تناول التمر واللبن يجب ترك فترة قصيرة قبل تناول الحساء بدون إضافة الزبد أو الكريمة.
وتنصح بتناول الفاكهة ما بين الإفطار والسحور، بالإضافة إلى شرب كأس من الحليب أو الأيس كريم قليل الدسم أو قمر الدين.
سعرات أقل:
تؤكد سليمان على عدم تناول المكسرات أو الحلويات التي تحتوي على مكسرات، فهي تحتوي على نسبة كبيرة من السعرات الحرارية، وعند تناولها تكون بكميات قليلة جدا على أن لا تتعدى قطعة الحلوى حجم علبة الكبريت في اليوم.
كما يجب مراعاة حرارة الجو، ودخول رمضان في فصل الصيف؛ وذلك بالابتعاد عن المأكولات الدسمة التي تزيد من درجة حرارة الجسم، وبالتالي تزيد من الشعور بالحر والإرهاق، وتناول الخضار والفواكه لما تحويه من سعرات حرارية أقل وأملاح معدنية أكثر تعوض الفاقد من الأملاح أثناء التعرق.
وقالت: "من الأفضل أن تحتوي وجبة السحور على الخضراوات؛ لاحتوائها على نسبة عالية من الماء، مثل: الخيار و الخس، الأمر الذي يجعل الجسم يحتفظ بالماء لفترة طويلة، ويقلل من الإحساس بالعطش أو الجفاف، إلى جانب أنها مصدر جيد للفيتامينات والأملاح، و كثير من الناس يغفل عنها في رمضان .
ويفضل أيضاً أن تكون وجبة السحور من الأطعمة بطيئة الهضم، مثل: الفول المضاف إليه زيت الزيتون، أو الجبن والبيض والتقليل من الجبن الأصفر عالي السعرات، فهذه الوجبة تستطيع أن تصمد في المعدة حوالي 8 ساعات؛ فتساعد على تلافى الإحساس بالجوع طيلة فترة الصيام تقريبا كما تمده بحاجته من الطاقة.
كذلك شرب الماء بكميات كبيرة قبل أذان الفجر وهو خطأ أيضا؛ لأن كمية الماء ستفقد خلال التبول بسرعة، و الصحيح أن يتناول الصائم 8 أكواب من الماء موزعة على فترة الليل، وتناول الفواكه والخضار التي تحتوي على الألياف والتي تحتفظ بدورها بالماء داخل الجسم.
وعدم أكل المخلل؛ لأنه يحتوي على كمية من الملح تزيد العطش.
كما يفضل تأخير السحور إن لم يكن يحتوي على أرز أو وجبة دسمة، و عدم النوم بعد تناول السحور لمدة ساعة على الأقل وهي تقريبا المدة التي يحتاجها الشخص لانتظار موعد الأذان وصلاة الفجر.
ومن المستحسن خلال شهر رمضان وبقية العام العناية بالصحة العامة باتباع نظام غذائي مرتب يقوم على نظام الاستبدال، وهذا النظام من فوائده أن لا يشعر الشخص بالجوع أو الحرمان، فيمكن استبدال العصير المعلب بالعصيرات الطازجة بدون إضافة سكر، و استبدال الحلويات الشرقية أو الغربية بسلطة الفواكه، و استبدال السكر بالعسل، كما يمكن الطهي بالسلق أو الشي بدل القلي، واستبدال المشروبات المنبة بالكركدية والعرقسوس وشراب الزنجبيل والنعناع البارد وشاي الأعشاب والشاي الأخضر أو التمر هندي.
سلامة الغذاء ورشاقة الجسم:
ومن المهم تحضير الطعام في المنزل؛ لضمان سلامته من التلوث، ويضمن كذلك استخدام مكونات صحية غير تلك الرخيصة التي تستخدمها المطاعم التجارية.
ومن الأشياء المهمة التي ينساها كثير من الناس ممارسة الرياضة، وأفضل وقت قبل الإفطار بنصف ساعة، وهو ما يكفل حرق الدهون المخزنة، وإخراج السموم من الجسم، وتعتبر صلاة التراويح جزءا من الرياضة المطلوبة، يمكن بعدها المشي لمدة نصف ساعة أو الذهاب للمسجد والعودة مشيا على الأقدام، وهي في كل الأحوال أفضل من المكوث في البيت وتناول المزيد من الطعام.
فيعتبر رمضان شهر الاعتدال والتوازن، فبعد صيام فترة النهار من السهل التحكم بقليل من الإرادة في فترة المساء في نوعية وكمية الطعام؛ للحصول على الصحة والرشاقة المطلوبة.