رمضان وتجديد التوبة
التغيير والتبديل سنة الحياة، من فرح إلى حزن ومن ضيق إلى سعة، فطرة الله التي فطر الناس عليها، من فطرة الإنسان متى استغنى انصرف عن الله، وقطع صلته بخالقه - عز وجل -، ومتى أصيب بضائقة صرخ و وَلْوَلَ وعاد إلى الله - عز وجل -.
وإن لله مواسم تدور دورتها الزمنية، لتنبيه الغافل، وشد المتساهل وربطه بالله بعد أن أنصرف عنه، بسبب من الأسباب، ومن هذه المواسم شهر رمضان المبارك فإنه يمتاز من بين سائر الشهور بأمور منها: -
1. كثره تلاوة القرآن لذا كان يسميه بعض السلف شهر القرآن.
2. كثرة أداء النوافل من الصلوات غير المفروضة.
3. أداء العمرة فيه لأنها تعدل حجة.
4. مواساة الفقراء بالبذل والمال، وكان - عليه الصلاة والسلام - أشد سخاء في هذا الشهر من الريح المرسلة.
5. العشر الاوئل من هذا الشهر بمثابة رحمة من الله - عز وجل -، والعشر الأوسط فيه مغفرة من الله - عز وجل -، والعشر الأخير منه فيه عتق من النار.
6. فيه ليلة القدر العبادة فيها تساوى عبادة بضع وثمانين سنة.
فشهر رمضان شهر التوبة والغفران، فعلى المسلم تجديد التوبة واللجوء إلى الله، عما بدر منه من المعاصي، قال- تعالى -: (قلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر 52.
وأن الله يفرح بتوبة العبد مهما كانت ذنوبه، ويشترط للتوبة ثلاثة شروط: -
1. الندم على الذنب، فمتى ذكره بكي ورجع إلى الله، ويعني ذلك عدم التلذذ والمباهاة عند ذكره.
2. عدم العودة إلى الذنب مهما كانت الظروف، فيجزم ويقطع أنه لن يعود إليه مهما كانت مبرراته. ولاشك أن ذلك أمر صعب إلا من وفقه الله، ومن مواسم التوفيق شهر رمضان المبارك.
3. رد الحقوق إلى أهلها، ولا سيما إذا كانت الحقوق ماليه أو عينيه، ويستحل من صاحبها إذا كانت تالفة، أو هو غير قادر علي ردها و إعادتها.
أسأل الله أن يوفقنا للتوبة وان يغفر لنا ذنوبنا ويمحو حوبنا أنه غفور الرحيم.