[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إن مصدر كل فضل وخير وبركة هو الله تعالى، والله وحده وبدون شك، فإنه ما شرف مكان، ولا فضل زمان إلا والله تعالى هو المشرف له عن غيره، و المفضل له عما سواه. ومن المجمع عليه عندنا أمة الإسلام أن هناك أماكن مقدسة مباركة فاضلة، ومثلها أزمنة متفاضلة مباركة، فليلة القدر، خير من ألف شهر، ويوم عرفة خير يوم طلعت عليه الشمس، ونحن نعلم أن سبب فضلهما لم يكن لذاتهما، بل كان لما لابسهما، أو وقع فيهما، فليلة القدر شرفت بنزول القرآن فيها، ويوم عرفة فضل لما يقع فيه من التجليات الربانية لأهل الموقف.
ومن هذه الأمكنة الشريفة الفاضلة المسجد الحرام، ومسجده صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله من أرض الشام، فالمسجد الحرام فضل لأنه لابسه بيت الله، والمسجد النبوي شرف لأنه لابسه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمسجد الأقصى تشرف لأنه باركه الله، ففضل الكل عائد إلى الله، والله عز وجل شأنه مصدر كل إفضال ومعطي كل إنعام.
ولقد نوه الله تبارك وتعالى بشأن هذه المساجد الثلاثة بقوله:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فذكر الأول والثالث باسميهما المعروفين عند نزول الآية، وأشار إلى الثاني ولم يصرح باسمه لكونه لم يظهر بعد إلى حيز الوجود، وإن كان عنده تعالى كالموجود لما سبق بذلك علمه وجرى به قدره، وبيان ذلك أن كلمة الأقصى اسم تفضيل تقتضي بوضعها أنها مفضلة على غيرها وهي كلمة القاصي ومن كان بالمسجد الحرام فالمسجد القاصي بالنسبة إليه، هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة النبوية، والمسجد الأقصى هو ما كان أبعد من ذلك، وهو المسجد الأقصى المصرح باسمه في الآية.
فمن هنا علمنا أن مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم قد ذكر بالإشارة ضمن المسجدين العظيمين المنوه بشأنهما في الآية فمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم إذا مسجد فاضل مفضل في كتاب الله عز وجل، وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم . ومما يلاحظ هنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما ذكر هذه المساجد رتبها في الذكر والفضل كالترتيب الذي جاء في الآية الكريمة، فقال:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] هذا ومما يدل على شرف المسجد النبوي المقدس قوله صلوات الله وسلامه عليه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ومما زاده سموا وعلوا وشرفا وقدسا، أنه ضم روضة من رياض الجنة، ومنبرا على حوض من حياضها. فقد روى مالك عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فحق إذا لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أن تشد له الرحال، وأن تنفق في زيارته الأموال وأن يتوسل بزيارته والصلاة فيه إلى الكبير المتعال طلبا للفضل وتحقيقا للآمال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
ولا ننسى أن هذا المسجد فاز بمزية، وتسامى بمنقبة عالية وذلك أن زيارته تمكن من زيارة أشرف مزار، وتقف بالمسلم موقفا لا يساويه أهل ولا دار، ولا درهم ولا دينار، توصله إلى قبر ضم أعظم جثمان فكان بذلك أقدس بقعة في العالمين، وأشرف مكان في السموات والأرضين، هو قبر محمد صلى الله عليه وسلم خلاصة الأنبياء وصفوة المرسلين وسيد جميع العالمين، صلى الله عليه وآله وصحابته أجمعين.