هل يعذَّب في قبره من تكون حسناته أكثر من سيئاته في الميزان ؟

هل يعذَّب في قبره
من تكون حسناته أكثر من سيئاته في الميزان ؟

[size=25]بسم الله الرحمن
الرحيم

السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
**************

هل[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]حسناته[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]؟

السؤال : أفهم ، وأدرك ، أن المسلم يمكن أن يُعذَّب في القبر ،
لكن الذي أريد أن أعرفه هو التالي : نعلم أن الإنسان المسلم سوف توزن
أعماله يوم القيامة ، فإن رجحت الحسنات على السيئات : فإن الله عز وجل
سيغفر لهذا المسلم ، أو المسلمة ، ويدخله الجنة ، سؤالي هو : عندما يكون
نفس هذا الإنسان المسلم في القبر , فهل سيعذَّب في[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]على الرغم
من أن الله عز وجل سيغفر له يوم القيامة ؟ وهل سنُعذب في الآخرة على الرغم
من أننا سندخل الجنة ؟ . [/size]

[size=25]الجواب :
الحمد لله
أولاً :
ثبت عذاب القبر ونعيمه عند أهل السنَّة
والجماعة ، كما جاء ذلك دلت في الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ،
وعليه أجمع سلف الأمة .
وبيان ذلك في جواب السؤال رقم : ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) .
وتجد في جواب السؤال رقم : ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) أن الأصل في
عذاب القبر ونعيمه أنه على الروح ، وقد تتصل الروح بالبدن فيصيبه شيء من
العذاب أو النعيم .
وفي جواب السؤالين ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) و ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) بيان أن عذاب
القبر منه ما يستمر إلى قيام الساعة ، ومنه ما ينقطع .
ثانياً :
ينبغي أن يُعْلم أن
كثرة الحسنات على السيئات ليست بمنجية صاحبَها من عذاب القبر بذاتها
؛ لأن الوعيد المترتب على العذاب في البرزخ ، ليس هو الوعيد المترتب على
العذاب في نار جهنم ، وقد يأتي المسلم بسبب واحد من أسباب العذاب في[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فيعذَّب
عليها ، وله أمثال الجبال من الحسنات .
والميزان الذي توزن به أعمال الناس فيشقى
بعده طوائف خفت موازينهم ، ويسعد آخرون ثقلت موزاينهم : إنما يكون في آخر
المطاف ، بعد أن يقطع الناس أشواطاً في مراحل الدار الآخرة .
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله - :
والذي تدل عليه الآي ، والأخبار : أن من
ثقل ميزانه : فقد نجا وسلِم ، وبالجنة أيقن ، وعلِم أنه لا يدخل النار بعد
ذلك ، والله أعلم .
" التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة " (
ص 272 ) .
والمسلم الذي نفترض كثرة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لو وضعت
في[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بعد
موته مباشرة : لا ينجو من عذاب القبر، إن شاء الله تعذيبه على بعض[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تلك ،
وليتأمل الأخ السائل المسائل التالية فهي تحل الإشكال الوارد في ذهنه :
1. من كثرت[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]على[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وأجاب
الملَكين في القبر عن أسئلتهم : لا يعني بالضرورة أنه ينجو من عذاب القبر
إذا جاء بما يستحق عليه العذاب من[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تلك ،
وشاء الله أن يعذبه عليها في[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
2. من كثرت[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]على[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ليس
بالضرورة إذا رأى مقعده من الجنة في[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، أنه لن[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]على ما
شاء الله من ذنوبه ، وللعلماء في هذا قولان :
الأول : أن من ارتكب سيئات وشاء الله
تعذيبه في القبر ، وهو في الآخرة من أهل الجنة : أنه يرى مقعده من الجنة
باعتبار مآله .
والثاني : أنه يرى مقعده من النار باعتبار
حاله .
وينظر جواب رقم : ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) فهو مهم .
وعليه :
فإن زيادة حسنات العبد على[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، ليس
بمانع من أن يعذب في[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]على بعض
ذنوبه التي ورد الوعيد لفاعلها بالعذاب في[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. مثل
عقوبة المرابي وأنه يسبح في نهر دم ، وعقوبة الزناة والزانيات ، والعقوبة
على النميمة ، والغلول من الغنائم ، والكذب ، وعدم الاستبراء من البول ،
وغير ذلك مما جاءت النصوص واضحة في التنصيص على معاصٍ بعينها .
وانظر تفصيل ذلك في جوابي السؤالين ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) و ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) .
ثالثاً :
ومن حكمة الله تعالى أنه لم يجعل[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أول
موت العبد ؛ ويبدو لنا بعض الحكَم من ذلك نرجو أن[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]موافقة
للصواب :
1. أنه يُخفف حِمل السيئات على العاصي بما
يصيبه من عذاب القبر ؛ تخفيفاً عنه من عذاب جهنم ، ولا شك أن ما يصيب
العاصي من عذاب القبر أهون عليه مما يصيبه من نار جهنم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
ما يحصل للمؤمن في الدنيا والبرزخ والقيامة
من الآلام التي هي عذاب : فإن ذلك يُكفِّر الله به خطاياه ، كما ثبت في
الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما يصيب المؤمن من وصب
ولا نصب ولا حزَن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله به من خطاياه )
.
" مجموع الفتاوى " ( 24 / 375 ) .
قال رحمه الله :
السبب الثامن : ما يحصل في القبر ، من
الفتنة ، والضغطة ، والروعة ، فإن هذا مما يكفّر به الخطايا . " مجموع
الفتاوى " ( 7 / 500 ) .
وانظر جواب السؤال رقم : ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) .
2. أنه ليس كل مَن جاء بحسنات تبقى معه حتى
يدخل بها الجنة ، ولا من جاء بسيئات تبقى معه حتى يدخل بسببها النار ،
فثمة ما يُسمَّى " المقاصة " ، وهو أخذ أصحاب الحقوق من حسنات من ظلمهم ،
أو إلقاء سيئاتهم عليه ، كما في حديث " المفلس " الذي رواه الإمام مسلم في
صحيحه ، وهذا إنما يكون قبل[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله - :
و أما المخلِّطون : فحسناتهم توضع في الكفة
النيرة ، وسيئاتهم في الكفة المظلمة ، فيكون لكبائرهم ثقل ؛ فإن كانت
الحسنات أثقل ، ولو بصؤابة – وهي بيضة القَمْل - : دخل الجنة ، وإن كانت
السيئات أثقل ، ولو بصؤابة : دخل النار ، إلا أن يغفر الله ، وإن تساويا :
كان من أصحاب الأعراف ، هذا إن كانت الكبائر فيما بينه وبين الله ، وأما إن
كانت عليه تبعات ، وكانت له حسنات كثيرة : فإنه ينقص من ثواب[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بقدر
جزاء السيئات ؛ لكثرة ما عليه من التبعات ، فيحمل عليه مِن أوزار مَن ظلمه ،
ثم يعذب على الجميع ، هذا ما تقتضيه الأخبار .
" التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة " (
ص 269 ، 270 ) .
3. أنه لم تنقطع الحسنات ، ولا السيئات
بالموت ، بل ثمة " حسنات جارية " ، و " سيئات جارية " ، فالأول : كمن
تصدَّق بصدقة جارية ، أو علَّم علماً نافعاً ، أو دلَّ غيره على عمل صالحٍ ،
أو كان له ذرية يعملون بعد موته بطاعات ، وكل ذلك مما يجعل للميت مجالاً
لزيادة الحسنات ، وأما الثاني : فهو لمن دلَّ غيره على عمل فاسد ، أو ابتدع
بدعة ، وغير ذلك مما تجري سيئات أعمالهم على فاعلها ، وعلى الميت ، الذي
كان سبباً في فعل تلك السيئات والبدع .
وبه يُعلم أنه ليس بالموت يقف " عدَّاد "
الحسنات ، والسيئات ، ولذا نرى عظيم الحكمة في عدم اعتبار[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أول
موت المسلم ، بل لا يكون ذلك إلا في آخر المطاف ، وبعدها يكون دخول الجنة ،
أو النار ، وعندها يمكن للمسلم أن يفهم معنى قوله تعالى ( وَالْوَزْنُ
يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ ) الأعراف/ 8 ، وقوله ( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ
مَوَازِينُهُ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ) القارعة/ 6 ، 7 .
والله أعلم[/size]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]