.
هذه عدّودة لوداع حبّ!
وقلبُ الشاعر لا يترك الحبّ إلا إذا تركه الحبّ..
حاولَ أن يعالج جراح الأحلام.. لقد بقيَ حتى آخر لحظة متمسّكًا بما عاهد قلبه عليه.. لكنّ الأحلام ماتت.. وماتَ الحبّ.. فتركَهُ..!
أحببتُ أن أضع القصيدة بين أيديكم رغم انقطاع الأمل الذي ختمت به.. فقط من أجل أن أختم حكاية الحبّ هذه بما يليق بها!
وإنّني على أيّة حالٍ لستُ من العذريّين!
ولله درّ القائل:
سلامٌ عليها إن أحبت سلامنا **** فإن كرهتهُ فالسلام على أخرى
شوقي إليكِ تجدّدا
شَوْقي إليكِ تَجَدَّدَا
ولهيبُ شكّي أُخمِدَا
والظنُّ في دُنيايَ ضاعَ
نداؤهُ وتبدّدَا
****
أسَفي على ماضٍ تلفّحَ
بالعتابِ وأَجهَدَا
كنّا على عتباتِهِ
قلبينِ نخفقُ في المدى
ولقاؤنا أحلامنا
فيها ارتضَيْنا الموعِدا
حتى إذا وقع الجفاءُ
بحُبّنا ضاعَ الهُدى!
وتناثرتْ أحلامُنا
في دربِنا الماضي سُدى
سِرنا بهِ دون التفاتٍ
للغرام ممدّدا
كالجُثَّةِ المُسْجاةِ قدْ
شمِتَتْ بها عينُ العِدا!
****
في الدربِ مُزِّقْنا وألفَيْنا
المواجعَ مُرشِدا
لا القربُ يطوي بُعدَنا
لا الشوقُ يمحو ما بَدا
حتى إذا غرقَ الفؤادُ
بحزنِهِ وتنهّدَا
لمَلَمْتُ أحلامًا أضاءَتْ
ذاتَ ليلٍ موعِدا
لمَلَمْتُها مجروحةً
تجري على دربِ الردى!
فمسحتِ عنها الهمَّ
واستَشْرَفْتِ عُمرًا أمجدا
ورضيتِ ما حَكَمَ القضا
وخلَعْتِ خوفًا أَرعَدا
****
الآنَ أسدَلَ جُرحُنا
المنسيُّ جفنًا أُسْهِدَا
وشقاؤنا عَصَفَتْ بهِ
ريحُ المودّةِ والفِدا
"ليلى" سنرقى للعلاءِ
ونستضيء الفَرْقَدَا..
إنْ رُمْتِ أن تستلهمي
أملاً نديًّا أَرْغَدا!