eid صاحب الموقع (فقير المداحين)
عدد المساهمات : 2673 تاريخ التسجيل : 15/05/2009 الموقع : www.aidjad.yoo7.com
| موضوع: هل يظهر توحيدك لله فى حياتك؟ الخميس أغسطس 13, 2009 11:56 pm | |
| هل يظهر توحيدك الله فيحياتك؟!!
حق الله هو أعظم الحقوق على الإطلاق، و"حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا" والتوحيد ـ كما تعلم ـ أن تعيشبـ"لا إله إلا الله" فتصبح وليس لكل هم إلا رضا الله، وتمسي وليس لك هم إلا رضاه،وتتوسل إليه كل لحظة أن يهديك الصراط المستقيم، بأن يوفقك في كل وقتك فلا يتحرك ساكن منك إلا بما يرضيه عنك، و لا تنطق بحرف إلا بما يحب أن يسمعه منكن ولا يراك إلا حيث يحب أن يراك، ولا يشتغل خاطرك وقلبك إلا بما يحبه منك تعالى.. ومن عاش على "لا إله إلا الله" خُتِم له بها،و "من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة". فإن وفقك لمرضاته شعرت بأنك قد حزت الدنيا بحذافيرها، وإن لم يرضَ عنك ضاقت بك الأرض بما رحبت.. لا بد وأنك ـ أيها القارئ الكريم ـ متفق معي إلى الآن في كل ما ذكرت، لكن فلنعرض حياتنا ومواقفنا التي يربينا الله بها ويجعل منها فرصة للقرب إليه، هل يوافق تصرفنا ما قام في قلوبنا من اعتقاد ما سبق!! ولنرى معا هل التوحيد واقع نعيشه في كل نبضة قلب، وفي كل نفَس، أم هو ـ وللأسف ـ مجرَّد معلومات حفظناها وفهمناها ثم بقيت محبوسة خلف قضبان عقولنا، ولميتح لها الحرية لتنصبغ الحياة بآثارها ومستلزماتها؟ فهذه بعض المواقف اليومية التي يختلف فيها تصرف الموحد ـ الساعي لتحقيق توحيده وتكميله ـ عن غيره ممن هو أقلمنه توحيدا، فلنعرض أنفسنا على ما سيأتي لنعرف من أي الفريقين نكون!
· إذا اشتد عليك الصداع ونحوه ،وزاد تألمك وتوجعك، فما أول ما يلتفت إليه قلبك ؟؟ أتراه يلتفت للبنادول والإسبرين، فتتجه نحو مكانهما وقلبك سابقك إليهما؟! أم تكون ممن جعل الله مفزعه وملجأه، فتدعوه وتنكسر بين يديه، متضرعا خاشعا، سائلا منه الشفاء، والأجر على البلاء، وترقي نفسك بكلماته التامات، ثم بعد كل ذلك تسأله تيسير الأسباب المباحة مندواء ومداوٍ لك، ثم تسأله أن ينفعك بها، فأنت تعلم أنها أسباب لا تضر ولا تنفع، ولايقع تأثيرها إلا إذا شاء الله ذلك وقدره، فبيده مقاليد السموات والأرض!!
· وحين يستغلق عليك فهم مسألة ما، و تستحكم عليك عقدها، وتعجز عن فهمها وتحليلها ما أول ما يلتفت إليه قلبك؟ أتراك تسرع إلى الهاتف لتتصل بشيخك الذي طالما حل لك عقد المسائل، وأروى غليلك من نبع علمه، وجلى لك الأمور بثاقب فهمه؟!
أم تراك تهرول إلى حاسوبك لتبحث عبر محركات البحث في الشبكة العالمية التي طالما أسعفتك بمرادك؟ أم تتجه نحو كتبك ومكتبتك فتنكب على خزائن عقول العلماء و علمهم تنقب فيها عن بغيتك؟ أم تراك تفزع إلى الله مستغفرا تائبا، منيبا عائدا إليه، عالما أن ما أصابك فبما كسبت يداك من معاصيه، وما أغلق دونك باب الفهم إلا لاسوداد شيء من قلبك لانشغالك عنه بغيره، وتتوسل إليه باسمه "الفتاح" أن يفتح عليك، وأن يعلمك ويشرح صدرك. ثم تسأله بعد ذلك أن يسخر لك من الأسباب ما به يفهمك ويعلمك ويفتح عليه، ويسوق إليك به علما جهلته، وفهما استغلق عليك، فيسخر لك شيخا يرد على اتصالك، ويفهم سر إشكالك، ويوفق لطريقة الجواب،ليصل بك إلى الصواب، ويزيل عنك اللبس، ويذهِب الله به عن عقلك البأس.. أو كتاب نافع يرزقك الله في مرادك، أو محركبحث يقع بك على طلبتك وغايتك.
· وحين تحتاج الذهاب إلى مكان ما لأمر هام، ولا تجد سبيلا للوصول مع شدة حاجتك للذهاب، هل تهرول طارقا كل باب وسائلا كل صاحب سيارة من جار وصاحب وقريب ليسرع بك نحو هدفك فالوقت قد أزف والمصلحة ستفوتك؟! أم تلجأ إلى الله مستغيثا متوسلا إليه باسمه "الرزاق" أن يرزقك وييسر لك الذهاب، وييسر لك أسبابه، وينفعك بها بعد تسخيرها، ثم يوفقك فتحصل على المقصود، فتتجه بعد ذلك بهدوء لتطرق باب الأسباب وقلبك منقطع عنها متعلق بربها وموجدها ومسببها، فتتصل على فلان وقلبك مطمئن أن القلوب بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، فإن شاء الله لك رزقا من طريقه فإن الأمة كلها لو اجتمعت على منع وصول رزقك إليك فلن يستطيعوا، وأن الله إن منعك من جهة هذا السبب فلنتستطيع كل قوى الخلق الإتيان بما منعك الله.. فتطرق الأسباب بعزةالمتوكل على الله، كما أمرك الله، من غير ذلة ولاكِبْر.. فإن حصل لك مرادك فإن المنعم المتفضل عليك أولا وآخرا هو الله، فله المنة كلها، فمنه الجودكله. وإن حرمك فهو الحكيم العليم الرحيم اللطيف. فاطمأننت لخيرة الله لك، وعلمت أن اختياره لك خير من اختيارك لنفسك.
· وحين تتقدم لوظيفةأو معاملة فما أول ما يمر على خاطرك؟! هل تقفز في مخيلتك صور أسباب و أشخاص معيَّنين تطمع في شفاعتهم لك وتوسطهم عند من تظن أنه يملك الشأن،فتبذل غاية جهدك في استجدائهم ونيل رضاهم لينفعوك؟! أم أنك تستخير الله تعالى بقلب واثق موقن مطمئن إلى حسن تدبيره وربوبيته لك، وتستخيره فيها، ثم تمضي متعلق القلب به، متوسلا إليه أن يسخر لك الأسباب لجلب مصلحتك، وأن ينفعك بها، مستعينا به تعالى على ذلك، فتكون جوارحك عاملة الأسباب وقلبك منقطع منها ومتعلق بربك.
· إن خلوت لوحدك، واستترت عن أعين الخلق، وتهيأت لك أسباب معصية تشتهيها نفسك، هل تنتهز الفرصة، وتنقض عليها انقضاض الجارح على الفريسة؟ وتعلل نفسك بالتوبة بعد قضاء وطرك، وتستغل فرصة غيابك عن أعين الناس؟!
أم تسغيث بالله، وتحتمى وتستعيذ به، وتسأله أن يعصمك منها، وتتبرأ من حولك وقوتك على مقاومتها إلا أن يوفقك بفضله، وتتوب وتستغفرمن هم وقع بقلبك تجاهها، ومن مرورها على خاطرك، وتستحي من اطلاعه عليك، فتذرف عيناك دموع الخشية منه، لمعرفتك بمقامه وسعة علمه واطلاعه، وأنه لا تخفى عليه خافية؟!
· بل كيف حالك حين يسوق الله لك رزقا على يد بعض خلقه، دون تطلع منك، ومما تشتد حاجتك إليه ـ خصوصا ـ هل ينتشي قلبك لذاك الشخص محبة وتقديرا لجميله، ورجاء له، فيمتلئ قلبك ولسانك و جوارحك ثناء عليه على صنيعه، ومدحا لنبل أخلاقه، وكرمه وجوده معك، وكيف أن هذه العطية قد أتت فيوقتها، إلى آخر ذلك مما نعرف؟!
أم تشرق شمس الرضا عن الله على قلبك، وتنظرإلى جميل إحسانه، ولطفه وبره بعين بصيرتك قبل عين بصرك، ..
| |
|
رجب العميشي مشرف
عدد المساهمات : 950 تاريخ التسجيل : 22/11/2009 العمر : 50 الموقع : الاستاذ رجب ابو الدهبhttp://ragab2010.yoo7.com
| موضوع: رد: هل يظهر توحيدك لله فى حياتك؟ الثلاثاء فبراير 16, 2010 10:32 pm | |
| | |
|