عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )
قوله عليه السلام ( قام رمضان ) وهذا هو قيام رمضان ؛ وأما تسميته بالتراويح فهي تسمية متأخرة أتت بعد ذهاب
عصر الصحابة رضي الله عنهم ؛ والأولى التعبير بقيام رمضان بدلاً من التراويح اقتداءً بالسنة.
وهذا النص عام سواء صلى المرء قيام رمضان في جماعة أو منفرداً.
(إيماناً ) تصديقاً بأن الله شرع قيام رمضان.
(احتساباً) أي طلباً للأجر من الله لا رياء ولا سمعة ؛ ويتحمل المرء في سبيل ذلك ولا يتأفف كما هو حال بعض الناس.
(غفر له ما تقدم من ذنبه ) أي صغائر الذنوب كما هو قول الجمهور ؛ وذهب بعضهم إلى أنها تكفر الصغائر والكبائر
زاد أحمد في مسنده ( وما تأخر ) وهي زيادة شاذة لا تصح.
مسألة : هل الأفضل أن يصلي المرء قيام رمضان جماعة أو منفرداً ؟
كان الناس في زمان النبي صلى الله عليه وسلم يصلون فرادى فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بضعة ليال
ولم يكمل خشية أن يفرض عليهم ثم بقي الأمر كذلك في عهد أبي بكر رضي الله عنه لانشغاله بحرب المرتدين
ثم رأى عمر رضي الله عنه أن يجمع الصحابة في قيام رمضان فجمعهم وكان يصلي بهم أبي رضي الله عنه
11 ركعة ؛ وما يروى أنه صلى بهم بغير ذلك فكله ضعيف لا يصح. ولا حرج من الزيادة على 11 ركعة في قيام
رمضان كما هو قول عامة أهل العلم ؛ وذهب بعض المتأخرين إلى عدم جواز ذلك وفيه نظر. والسنة الاقتداء
بالنبي صلى الله عليه وسلم والاكتفاء بـ 11 ركعة أو 13 ركعة كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما يقتدى
به في الصلاة صفة لا كما هو حال بعض الناس يصلون 11 ركعة ينقرونها كنقر الديكة فليست هذه هي السنة.
والذي عليه جمهور أهل السنة هو استحباب أداء صلاة الجماعة لما جاء في السنن من حديث أبي ذر رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) حديث صحيح
ومعنى ( حتى ينصرف ) أي يسلم وجوباً ويخرج من المسجد استحباباً
وذهب جماعة من السلف وهو مروي عن ابن عمر وابن المسيب والحسن وغيرهم إلى أداءها منفرداً كما صح
عن ابن عمر أنه سأله رجل فقال: أقوم خلف الإمام ؟ قال : أتقرأ القرآن ؟ قال: نعم ، قال : تنصت كأنك حمار !
والله أعلم