eid صاحب الموقع (فقير المداحين)
عدد المساهمات : 2673 تاريخ التسجيل : 15/05/2009 الموقع : www.aidjad.yoo7.com
| موضوع: الترقى فى منازل المحبة فى الله عز وجل الأربعاء مايو 26, 2010 11:02 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الأسباب العشرة إلى من أراد أن يرقى من منزلة المحب لله، إلى منزلة المحبوب من الله،
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن هديه اقتفى. اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك والعلم الذي يباغنا حبك.. أما بعد :
روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال : بينما أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم خارجين من المسجد ، فلقينا رجلا عند سدة المسجد ، فقال : يا رسول الله ، متى الساعة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما أعددت لها ؟ )) قال فكأن الرجل استكان . ثم قال : يا رسول الله : ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ولا صدقة ، ولكني أحب الله ورسوله. قال: (( فأنت مع من أحببت )).
وفي رواية أنس : فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( فإنك مع من أحببت ))
وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال: فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر، فأرجو أن أكون معهم ، وإن لم أعمل بأعمالهم.
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ عن المحبة : (( المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون ، وإليها شخص العاملون، وإلى علمها شمر السابقون ، وعليها تفاني المحبون ، وبروح نسيمها تروح العابدون ، وهي قوت القلوب ، وغذاء الأرواح ، وقرة العيون وهي الحياة التي من حرمها فهو في جملة الأموات ، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظالمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يزفر بها، فعيشه كله هموم وآلام، تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة ، إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب . فإلى من أراد أن يرقى من منزلة المحب لله، إلى منزلة المحبوب من الله، أقدم لك هذه الأسباب العشرة التي ذكرها الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه العظيم (( مدارج السالكين )) مع شرح مختصر لها .
السبب الأول : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه، وما أريد به، كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه.
نعم فمن أحب أن يكلمه الله تعالى فليقرأ كتاب الله، قال الحسن بن على ((إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل، و يتفقدونها في النهار.
قال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ : (( ينبغي لتالي القرآن العظيم أن ينظر كيف لطف الله تعالى بخلقه في إيصال معاني كلامه إلى أفهامهم وأن يعلم أن ما يقرأه ليس من كلام البشر ، وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه، ويتدبر كلامه )) .
قال الإمام النووي رحمه الله : أول ما يجب على القارئ ، فينبعي أن يستحضر في نفسه أنه يناجي الله تعالى .ولهذا فإن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم استجلب محبة الله الإخلاص التي فيها صفة الرحمن جل وعلا فظل يرددها في صلاته ، فلما سئل عن ذلك قال : (( لأنها صفة الرحمن ، وأنا أحب أن أقرأها )) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أخبروه أن الله يحبه ))
وينبغي أن نعلم أن المقصود من القراءة هو التدبر ، وإن لم يحصل التدبر إلا بترديد الآية فليرددها كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
فقد روى أبو ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام ليلة لآية يرددها ( إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )
وقام تميم الداري رضي الله عنه بآية وهي قوله تعالى : ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون)
السبب الثاني : التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، فإنها موصلة إلى درجة المحبوب بعد المحبة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي عن رب العزة سبحانه وتعالى (( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ))
وقد بين هذا الحديث صنفان من الناجين الفائزين :
الصنف الأول : المحب لله مؤد لفرائض الله ، وقاف عند حدوده .
الصنف الثاني : المحبوب من الله متقرب إلى الله بعد الفرائض بالنوافل وهذا مقصود ابن القيم رحمه الله بقوله : (( فإنها موصلة إلى درجة المحبوبية بعد المحبة ))
يقول ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ (( أولياء الله المقربون قسمان :
ذكر الأول، ثم قال : الثاني : من تقرب إلى الله تعالى بعد أداء الفرائض بالنوافل، وهم أهل درجة السابقين المقربين، لأنهم تقربوا إلى الله بعد الفرائض بالاجتهاد في نوافل الطاعات، والانكفاف عن دقائق المكروهات بالورع، وذلك يوجب للعبد محبة الله كما قال تعالى في الحديث القدسي : (( لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه )) فمن أحبه الله رزقه محبته وطاعته والحظوة عنده . والنوافل المتقرب بها إلى الله تعالى أنواع، وهي الزيادات على أنواع الفرائض كالصلاة والزكاة والصيام والحج والعمرة .
السبب الثالث: دوام ذكره على كل حال، باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله عز وجل يقول : إنا مع لاعبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه )) . وقال تعلى : ( فاذكروني أذكركم )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قد سبق المفردون )) قالوا : ومن المفردون يا رسول الله ؟ قال : (( الذاكرون الله كثيرا والذاكرات )) مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم يبين خسارة من لا يذكر الله : (( ما يقعد قوم مقعدا لا يذكرون الله عز وجل ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة للثواب )) . ويقول صلى الله عليه وسلم : (( ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا من مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة ))
لذلك لما جاء وجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا فباب نتمسك به جامع فقال : لا يزال بلسانك رطبا من ذكر الله ، صحيح سنن ابن ماجه وقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم تلك الوصية وفقهوا معناها الثمين حتى إن إبا الدرداء رضي الله عنه قيل له: ((إن الرجلا أعتق مائة نسمة من مال رجل كثير، وأفضل من ذلك إيمان ملزوم بالليل والنهار وأن لا يزال لسان أحدكم رطبا من ذكر الله عز وجل ))
أحمد في الزهد . وكان رضي الله عنه يقول: (( الذين لا تزال ألسنبهم رطبة من ذكر الله يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك )) .
السبب الرابع : إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى،والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى.
يقول إبن القيم في شرح هذه العبارة (( إيثار رضى الله على رضى غيره، وإن عظمت فيه المحن ، وثقلت فيه المؤن ، وضعف عنه الطول والبدن )).
وقال رحمه الله : (( إيثار رضي الله عز وجل على غيره، هو إن يريد ويفعل ما فيه مرضاته، ولو أغضب الخلق، وهي درجة الإيثار وأعلاناً للرسل عليهم صلوات الله وسلامه ، وأعلاها لأولى العزم منهم ، وأعلاها لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم )) .
وهذا كله لا يكون إلا لثلاثة أمور:
1ـ قهر هوى النفس.
2ـ مخالفة هوى النفس.
3ـ مجاهدة الشيطان وأوليائه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( يحتاج المسلم إلى أن يخاف الله وينهى النفس عن الهوى، ونفس الهوى والشهوة لا يعاقب عليه، بل على اتباعه والعمل به، فإذا كانت النفس تهوى وهو ينهاها، كان نهيه عبادة لله ، وعملا صالحا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|
رجب العميشي مشرف
عدد المساهمات : 950 تاريخ التسجيل : 22/11/2009 العمر : 50 الموقع : الاستاذ رجب ابو الدهبhttp://ragab2010.yoo7.com
| موضوع: رد: الترقى فى منازل المحبة فى الله عز وجل الأربعاء مايو 26, 2010 5:26 pm | |
| | |
|