/وفاته
وفي عام192 هـ= 808م خرج إلى “خراسان” لإخماد بعض الفتن
والثورات التي اشتعلت ضد الدولة، فلما بلغ مدينة “طوس” اشتدت به العلة ومَِرض مرض
الموت
ولما آذن هارون بالرحيل واحس بدنو الاجل أمر بحفر قبره في حياته
وحُمل حتى نظر إليه ، فجعل يقول: إلى هنا تصير يا ابن آدم ويبكي؛ وأمر أن يوسع عند
صدره وأن يمد من عند رجليه،
ثم جعل يقول: ما أغنى عنى ماليه ، هلك عنى
سلطانيه ويبكي
وقيل إنه لما احتضر قال اللهم انفعنا بالإحسان واغفر لنا
الإساء
يا من لا يموت ارحم من يموت
وتُوفي في (3 من جمادى الآخر 193هـ=
4 من إبريل 809م) بعد أن قضى في الخلافة أكثر من ثلاث وعشرين سنة، عدت العصر الذهبي
للدولة العباسية
إن فضائل الرشيد ومكارمه كثيرة جدا ، وإنما ذكرنا
نموذجا من سيرته و بعضا من أخباره لتدل على مآثِره العظيمة؛ التي حفظها التاريخ
وعرفها له كل مسلم صادق؛ فقد كان رجلا صالحا وليس كما ينشره عنه أهل الإفك والبهتان
من أنه كان صاحب لهو ولعب ونساء ومجون
بل هو الحاج الغازي الإمام الورع العابد
التقي ، وإنما لفق له هذه التهمَ أهلُ الأهواء والضلال واعداء الدين الذين غاظهم
بفتوحه ؛ وشدته على المخالفين لسنة النبي صلى الله عليه وسلم
فكم قمع الله به
من فتن ..
حتى كان الفضيلُ بنُ عياض يقول: ليس موتُ أحدٍ أعزَّ علينا من
موت الرشيد لما أتخوف بعده من الحوادث وإني لأدعو الله أن يزيد في عمرِه من
عمري.
فلما مات الرشيد وظهرت الفتن والحوادث والاختلافات وظهر القول بخلق
القرآن وهل القرآن كلام الله ام خلق ممن خلق الله عرفنا ما كان يتخوف الفضيل منه
فقد اضٌطهد كثير من العلماء والفقهاء في هذه المحنة واُذووا بسببها وسُجنوا ومنهم
على سبيل المثال الامام احمد بن حنبل فهذه الفتنة كان من الصعب عليها ان تولد في
عهد هارون الرشيد ومما لاشك فيه أن هناك على مر العصور
أناسا من الحاقدين
ومروجي الاشاعات وصورةً تتكرر في كل زمان ومكان ؛ كلما رأوا إماما من أئمة الدين؛
نصر الله به السنة ، وأعز به الأمة ، وأعلى به كلمة الاسلام والتوحيد قاموا إليه
بالكذب والتشويه وتلفيق التهم
{وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ
يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً
}النساء112
[b]مع تحيات فقير المداحين[/size]
[/url][/b][/b]