ألأســـــــراء والمعـــــــراج
الأسراء والمعراج معجزتان عظيمتان للرسول صلىالله عليه وسلم أيده الله عز
وجل بهما ليزيده ثباتا أمام الكفرة والمشركين وليعوضه بهما عما أفتقد هذا
العام الذي سمي بعام الحزن إذ افتقد الرسول صلى الله عليه أعز انصاره
وأكثرهم دفاعا عنه وأخلصهم إليه أفتقد زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله
عنها وعمه أبا طالب الذي كان نصيره والمدافع عنه فأراد لرسول الله عز وجل
التعويض عنهما فسار إلى الطائف عل الله عز وجل يهدي أهلها ويجبب إليهم
الإيمان إلا انه عليه السلام عاد من الطائف خائبا بعد ان آذاه أهلها
وأبعدوه من مدينتهم ثم أخذ يعرض نفسه عل القبائل العربية أثناء المواسم
فلم يجد فيهم ما يريده فجلس نبي صلى الله عليه وسلم حزينا كثيبا بعد أن لم
يجد في الناس يلبي دعوته عندئد منحه الله عز وجل هاتين المعجزتين ليخفف
عنه يعض الحزن والألم وليرى من أيات ربه الكبرى ما يزيده طمانينة
1- الإســــــــــراء :::
~~~~~~~~~~~~~~~
حدث الإسراء قبل الهجرة بالسنة كاملة في ليلة من ليالي رجب وفي السنة
الثانية عشرة من البعثة والاسراء هو توجهه عليه الصلاة والسلام ليلا إلى
بيت المقدس ورجوعة إلى بيته في الليلة ذاتها وهو ثابت أتى ذاكره في القران
الكريم بنص الصريح يقول الله سبحانه وتعالى : ( سبحن الذي أسرى بعبده ليلا
من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصاء الذي بركنا حوله لنريه من أيتنا أنه
هو السميع البصير )
والإسراء كان بجسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وروحه كما تذهب إليه
الآية السابقة فالعبد أسم لمجوع الجسد والروح فلو كان كناما لم يقل سبحانه
وتعالى : وبعبده بل بروح عبده ولان التسبيح انما يكون عند الأمور العظيمة
فلو كان الأسرةمناما لكان الأمر عاديا وليس معجزا ولما بادرت قريش إلى
إنكاره ولما ارتد عن الإسلام جماعة من ضعفاءمن أسلم ثم انظر إلى قوله
تعالى : ( وما جعلنا الرءيا التي أرينك إلا فتنة للناس فالروية هنا كانت
بلعين ولم تكن في الحلم ولو كانت في الحلم لما كانت هناك فتنة ولما كذب
بالإسراء أحد
فهلم عزيزي القارءى نمضي مع سيرة الإسراء والحوداث الجسام لالتي صادقها النبي صلى الله عليه وسلم في طريقة إلى بيت المقدس
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال (( لما جاء جبريل بالبراق إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فكانه أصرت أذنيها فقال لها جبريل عليه السلام مه يا
براق فو الله إن ركبك مثلة فسار رسول الله صلى الله فإذا هو بعجوز غلى جنب
الطريق فقال : ما هذه يا جبريل ؟
قال جبريل عليه السلام : سر يا محمد فسار ما شاء الله أن يسبير فإذا هو
بشي يدعوه متنحيا عن الطريق يقوا هلم يا محمدفقال له جبريل سر يا محمد
فسار ما شاء الله أن يسير قال فلقيه خلق من الخلق فقالوا : السلام عليك يا
أول السلام عليك يا أخر السلام عليكم يا حاشر .
فقال له جبريل عليه السلام : اردد السلام يامحمد فرد السلام ثم لقيه
الثانية فقال له مثل مقالته الأولى ثم الثالثة كذالك حتى أنتهى إلى بيت
المقدس فعرض عليه الماء والخمر واللبن فتناول رسول الله اللبن فقال له
جبريل أصبت الفطرة ولو شريت الماء لغرقت وغرقت أمتك ولو شريت الخمر لغويت
وغوت امتك .
ثم بعث له أدم فمن دونه من الانبياء فأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
تلك الليلة ثم قال له جبريل عليه السلام : أما العجوز التي رأيت على جنب
الطريق فلم يبق من الدنيا إلا ما بقي من عمر من تلك العجوز وأما الذي أراد
أن تميل إليه فاك عدو الله أبليس وأما الذين أسلموا عليك فأبراهيم وموسى
وعيسى عليهم السلام ))
وبعد فمنكر الإسراء كافر إجماعا .
2- المعـــــراج :::
~~~~~~~~~~
عرج النبي صبلى الله عليه وسلم يعد أن وصل إلى بيت المقدس وفي الليلة
ذاتها كما صرع بذلك كثير من المفسرين فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق
الحمار ودون البغل يضع حافرة عند منتهى طرفه قال فركبته حتى أتيت بيت
المقدس فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه
ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام باناء من خمر زاناء من لبن
فأخترت اللبن فقال جبريل عليه السلام أخترت الفطرة .
ثم عرج إلى السماء الدنيا ( السماء الأولى )::
~~~~~~~~~~~~~
فأستفتح جبريل عليه السلام فقيل من أنت ؟ قال : جبريل قيل ومن معك قال
محمد قيل وقد بعث إليه قال بعث ففتح لنا فإذا أنا بأدم فرحب بي ودعالي
بخير ثم عرج بنا إلى
السماءالثانية:::
~~~~~~~~~~
فأستفتح جبريل فقيل من أنت فقال جبريل ومن معك ؟ قال جبريل محمد قيا قد
بعث إليه ؟ قال بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا يا بني الخالة عيسى بن مريم
ويحيى بن زكريا فرحبا بر ودعوا لي بالخير ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة:::
~~~~~~~~~~~~~ فأستفتح جبريل فقيل من أنت فقال ك جبريل ومن معك قال محمد
قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا يوسف وإذا هوقد
أعطىشطر الحسن فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بناء إلى السماء الرابعة :::
~~~~~~~~~~
فأستفتح جبريل وقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد يعث
إليه قال قد بعث إلية ففتح لنا فإذا لنا بأدريس فرحب بي ودعا لي بخير قال
تعالى ( ورفعنه مكانا عليا ) من سورة مريم ثم عرج إلى السما الخامسة :::
~~~~~~~~~~~~
فأستفتح جبريل وقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث
إليه قال قد يعث إليه ففتح لنا إذا أنا بهارون فرحب بي ودعا لي بخير
ثم عرج بنا إلى.
السماء السادسة::::
~~~~~~~~~~~~~~
فأستفتح جبريل قيل : من هذا ؟ قال : جبريل قيل ومن معك قال محمد وقد بعث
إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا موسى فرحب بي ودعا لي بخير .
ثم عرج بنا إلى السماء السابعة:::
~~~~~~~~~~ فأستفتح جبريل وقيل : من هذا قيل : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه .
ففتح لنا فإذا أنا بأبراهيم مسنا ظهرة إلى البيت المعمور وإذا هو يدخلة كل
يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلىسدرة المنتهى فإذا ورقها
كاذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال قال : فلما غشيها من أمر الله ما غشي
تغيرت فما أحدا من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها قال:فأوحى إلي ما
أوحى ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة فنزلت حتى انتهت إلى موسى فقال
: ما فلاض ربك على أمتك قلت خمسين صلاة
قال أرجع إلى ربك فاسالة التخفيف فأن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني
إسرائيل وخبرتهم قال : فرجعت إلى ربي فقلت يا رب خفف عن أمتي فحط عني خمسا
قال أ أمتك لا يطيقون ذلك فأرجع على ربك فأسالة تخفيف قال : فلم أزل أرجع
بين ربي وبين موسى حتى قال : يا محمد أنهن خمس صلوات لكل يوم وليلة لكل
صلا ة عشر
فتلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنه فإن عملها كتبت له
عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فأن عملها كتبت سيءة واحده
فنزلت حتى أنتهيت إلى موسى فأخبرته فقال : أرجع إلى ربك فأساله التخفيف فقلت ك قد رجعتإلى ربي حتى أستجييت منه .
تعال معي الأن إيها القارءى العزيز لنقره هذه الإيات العظيمة : ( والنجم
إذا هوى وما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى أن إلا وحي يوحى علمه
شديد القوى ذو مرة فأستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب وسين
أو أدنى فأوحىإلى عبده ما أوحى ما كذب الفواد ما رأى أفتمرونه على ما يرى
ولقد رءاه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة الماوى أذ يغشى السدرة ما
يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من أيت ربه الكبرى )
لقاء النبي بالأ نبياء ::::
~~~~~~~~~~~~~~~~
تشابهت أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وكا رافق دعوته مع أحوال الأنبياء
صلوات الله عليهم وسلامه وما لاقوة من أقوامهم وكما مر معنا فأن الرسول
صلى اله عليه وسلم لقي في السماء الدنيا ادم ( أقراء قصة أدم ) عليه
السلام وفي ذلك أشارة إلى أن النبي كانت حالة قومه كحال أدم عليه السلام
يخرجة أعداوه من وطنه مكه إلى مدينةكماأخرج أبليس ادم من الجنة إلى الأرض
وفي السماء الثانية رأى النبي صلى الله عليه وسلم عيسى( أقرا قصة عيسى )
عليه السلام وفي ذلك إشارة إلى محاولة المشركين قتل النبي بعد أن حاصروا
بيته فأنقده الله عز وجل كما تامر اليهود على سيدناعيسى عليه السلام
فأضطهدوه وآذوا وزعموا أنهم قتلوا وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وفي
السماء الثالثة رأى النبي يوسف عليه السلام وقي ذلك إشارة إلى هجرة النبي
صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ثم أجتماعة بأهلة كما اجتمع يوسف
عليه السلام ( إقرا بقصة يوسف عليه السلام )بأخوانه وأبيه وفي السماء
الرابعة رأى النبي أدريس علسيه السلام( اقراء قصة أدريس ) وفي ذلك إشارة
إلى بدا النبي صلى الله عليه وسلم بمكاتبة الملوك والامراء المعاصرين
يدعوهم إلى الأيمان بالدين الجديد كما فعل أدريس عليه والسلام إذ كان أول
من كتب وفي السماء الخامسة رأى النبي هارون عليه السلام ( أقراء قصة هارون
عليه السلام ) وفي ذلك إشارة إلى قرب الناس كلهم من النبي صلى الله عليه
وسلم ومحبتهم إياه وأجتماعهم ح-ول كلمته كما كانت بنو إسرائيل تحب هارون
عليه السلام ورأى في السماء السادسة النبي موسى عليه السلام أقراء قصة
موسى علية السلام )وفي ذلك إشارة إلى عودة النبي صلى الله عليه وسلم وإلى
مكة على رأس عشرة الألف المقاتل كما عاد موسى عليه السلام إلى مصر بعد
خروجه منها خائفا يترقب .وفي السماء السابعة رأى النبي أبراهيم الخليل
عليه السلام ( أقراء قصة أبراهيم عليه السلام ) وفي ذلك إشارة إلى قدوم
النبي إلى مكة في حجة الوداع بعد ان عرف الناس أداء مناسك الحج وإحياء سنة
أبراهيم الخليل عليه السلام كما كان سيدنا أبراهيم الخليل عليه السلام أول
من عرف الماس مناسك الحج بعد أن بني هو وأبنه إسماعيل عليهما السلام كعبة
الله الحرام .
موقف قريش من الإسراء والمعراج ::::
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~أصبح رسول صلى الله عليه وسلم في مكة بعد رحلة
الإسراء والمعراج ونزل في بيت أم هاني بنت أبي طالب أخت علي بن أبي طالب
كرم الله وجهة فأخبرها بخبر الإسراء والمعراج كما أعلمها أنه عليه الصلاة
والسلام يريد أخبار قومه لإظهار قدرة الله عز وجل ولمحاولة اقناعهم بصدق
دعوته علهم يلبون نداءه فيعلنون أسلامهم لكن أم هاني خشيت على النبي صلى
الله علية وسلم من أن يكذبه قومه أو يعترض لاستهزائهم ولها عندما هم النبي
بالخروج إلى قومه تعلقت برداءه وقالت له : أنا شدك بالله يا رسول الله ألا
تذهب لان قومك سوف يكذبونك ولكن النبي أنتزع رداءه منها وسطع نور عند قلبة
كاد يخطف بصرها فخرج دون أن تراه وعندئذ أرسلت في أثره جارية لها تدعى
نبعة لتعرف ما سيحدث له مع قومه
وصل الرسول إلى نفر من قريش وفيهم أبا جهل بن هشام ومطعم بن عدي فسالة أبو
ابو جهل هل من خبر فقص رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر الإسراء فقال له
أبو جهل : أو تحدث قومك مثل ما حدثتنا إذا ناديتهم فقال رسول الله صلى
الله علية وسلم ما جرى له فماذا كان ردهم ؟
صار بعضهم يصفق إستهزاء وبعضهم وضع يده على رأسة تعجبا إلى أن قال مطعم بن
عدي : كيف يحصل ذلك في ليلة واحدة ؟ ونحن ونحن نستغرق في رحلتنا إلى بت
المقدس شهرا أتزعم أنك أنيته ي ليلة واحدة واللات والعزى لا أصدقك وسمع
أبو بكر الصديق رضي الله عنه حدسث مطعم بن عدي فقال أشهد أنه صادق عندئذ
طلبوا من النبي صلى الله علية وسلم أن يصف لهم بيت المقدس وكان بعضهم زار
بيت المقدس وأجا بهم النبي صلى الله علية وسلم إلى طلبهم فوصف لهم بيت
لمقدس وصفا دقيقل وأبوبكر رضي الله عنه يقول : أشهد أنك رسول الله فقالوا
: أما النعث فقد أصاب
ثم قالوا فأخبرنا من عير لنا قادم من الشام فأخبرهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم وقال يتقدمها جمل أوراق عليه وغراتان محيطتان قال وشريت من قربة
وأن القافلة تقدم يوم كذا مع طلوع الشمس
فخرجوا ينتظرون طلوع الشمس يريدون تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال أحدهم : هذه الشمس قد طلعت وقال الأخر : وهذه والله العير قد أقبلت
يتقدمها جمل أوراق ولم يزدهم هذا البرهان إلا عنادا وقالوا : أن هذا سحًر
مبين .