فقيرالمداحين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزائر الكريم/مرحبا بكم معنا فى فقير المداحين
ندعوكم للتسجيل معنا والمشاركات
تقبل تحيات/الشيخ عيدالديروطى

رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه/2 14729619

Uploaded with ImageShack.us
فقيرالمداحين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزائر الكريم/مرحبا بكم معنا فى فقير المداحين
ندعوكم للتسجيل معنا والمشاركات
تقبل تحيات/الشيخ عيدالديروطى

رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه/2 14729619

Uploaded with ImageShack.us
فقيرالمداحين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فقيرالمداحين

يحتوي علي فقرات من الأنشاد الديني والمدائح والقصة ( صوتيه ومرئية وخطابه دينية ) لصاحب الموقع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
  رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه/2 AAnHXBW5wB4owCHOAnWjwBecXBkyBzDhABEugA9ksfkKgBCmQAi3wSMeRAcCNAS0gkiJAA4GHA07gBERABZYXBmZgBnJQB3n+kFJuQxA1QQTdwwJYsK7blwMZoAJJUAVkhQVBYDYMQQhW2j5YUJQa0DZpsARfGAQJwARksgiSDQdPJRCIoMHystpn8N8ATgZiQAa3RAYGPgZgcKoKbuAM3gZvEDFnEN1vMgiE0CcLUQhNEFNu4AeNIHqM0GMlUASD+ggD0TNJMIkL4TTPKAhNEAJp9EOG4NpUUAVmCgeRAAl3wAQ0wAK+8hD8UyaEQOEUHuRCPuRAznMTcbtJsAcWLhCOMAdtAD79UxCLFtgNATFsQAMvEAQhAAEx0AeMIQd4oMGfgQVdmwGUrX1d0jRjwAWda918MAitbBA79xCLdgTFWgEzkAc4CbEIdGAENxAG47TmBhEJgxAIcy4SMUMGOUAGan4QMqoHIkTo5zGjS03pmJ7pmr7pnN7pnh4RAQEAOw==  / موقع فقير المداحين/ رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه/2 9k=  الشيخ عيد جاد عمران الديروطى/ رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه/2 2Q==  يرحب بكم ويتمنى لكم قضاء وقت ممتع مع الانشاد الدينى والمعلومات الدينية والثقافيه/  رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه/2 W3CGydTP63LxVYfYUNdBnBs9deK4ANBVWAvogKNZVOiw5+6NIB12ucUBffcdNdt991456333nz37fffgAcu+CWBAAA7   يمكنك الاستماع الى مقاطع تجريبية على بوابة المنتدى /  رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه/2 Cb5SoQplLoYAKZEABcG7ElY08iCcsYaYsnYGZOQEwrUHkASygARJYiMspuEEJSTbEDSaQ6E58L7I6UYADWqCDJUDBCjV28iFi8IIMd+IJUGB0dBgAZwV0+RDxFQWDH4BnE8XCCEd4gYNdLYtO03oZirq1rnWd6l3b4sO+Drawh62gDioTO1HHlgWwk32KXDP72dCOtrSnTW1N5Ljam7g2trfN7W57+9vgDjdhAgEAOw==  الشيخ عيد الديروطى

 

 رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه/2

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو فارس
عضو متميز
عضو متميز
avatar


عدد المساهمات : 119
تاريخ التسجيل : 16/11/2009

رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه/2 Empty
مُساهمةموضوع: رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه/2   رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه/2 Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 09, 2009 2:49 pm



عمر بن الخطاب:

الفاروق، ذو
المقام الثابت المأنوق، أعلن الله به دعوة الصّادق المصدوق، فجمع الله له بما منحه
من الصَّولة؛ ما نشأت لهم به الدَّولة، كان معارضًا للمبطلين، موافقًا في الأحكام
لرب العالمين، كان فارقًا بين الحق والباطل.
فَفِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ
عَازِبٍ - رضي الله عنهما - لَمَّا قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَفِي الْقَوْمِ
مُحَمَّدٌ؟ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَنَهَاهُمْ النَّبِيُّ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - أَنْ يُجِيبُوهُ، ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟
-ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ -ثَلَاثَ
مَرَّاتٍ -ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ
قُتِلُوا، فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَالَ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ
اللَّهِ، إِنَّ الَّذين عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا
يَسُوءُكَ.
ورغم شدته على الكفّار كان على إخوانه رقيق القلب سريع الدَّمع.

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ
النَّبِيِّ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ
آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ؛ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] -: أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ
غَامَرَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: إِنِّي كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ الْخَطَّابِ
شَيْءٌ، فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ نَدِمْتُ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي
فَأَبَى عَلَيَّ، فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا
بَكْرٍ - ثَلَاثًا، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ، فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِي بَكْرٍ
فَسَأَلَ: أَثَّمَ أَبُو بَكْرٍ؟ فَقَالُوا: لَا، فَأَتَى إِلَى النَّبِيّ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - فَسَلَّمَ، فَجَعَلَ وَجْهُ
النَّبِيّ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - يَتَمَعَّرُ، حَتَّى
أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ!
وَاللَّهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ - مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيّ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] -: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي
إِلَيْكُمْ، فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ وَوَاسَانِي
بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي مَرَّتَيْنِ فَمَا
أُوذِيَ بَعْدَهَا.
وَعَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقّاصٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطّابِ - رضي الله عنه - يَقْرَأُ فِي العَتَمَةِ بسُورَةِ يُوسُف، وأنا في
مُؤَخِّرِ الصُّفُوفِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ ذِكرُ يُوسُف؛ سَمِعْتُ نَشِيجَهُ فِي
مُؤَخِّرِ الصَّفِّ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - رَأَى أَبَا بَكْرٍ
وَعُمَرَ فَقَالَ: هَذَانِ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ.

عثمان - رضي الله عنه -:

القانت الحيي ذو
الهجرتين، الكريم الجواد ذو النورين، كان حظُّه من النَّهار الجود والصيام، ومن
الليل السجود والقيام، مبشر بالجنة على بلوى تصيبه.
كان - رضي الله عنه - يحيي
الليل بالقرآن، وثبت أنه قرأ القرآن في ركعة.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عُثْمَانَ قَالَ: قُمْتُ خَلْفَ الْمَقَامِ وَأَنَا أُرِيُد أَنْ لَا يَغْلِبَنِي
عَلَيهِ أَحَدٌ تِلْكَ اللَّيلة، فَإِذَا رَجُلٌ يَغْمِزُنِي فَلَمْ ألْتَفِتْ،
ثُمَّ غَمَزَنِي فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفّان - رضي الله عنه -
فَتَنَحَّيْتُ فَتَقَدَّمَ فَقَرَأَ القُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ.
وكان - رضي الله
عنه - رقيق القلب، غزير الدمع، كان أذا رأى قبرًا بكى حتى يرحم.
عَنْ هَانِئٍ
مَوْلَى عُثْمَانَ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - إِذَا
وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ تَذْكُرُ
الْجَنَّةَ وَالنَّارَ فَلَا تَبْكِي، وَتَبْكِي من هَذَا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ
اللَّهِ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - قَالَ: الْقَبْرُ أَوَّلُ
مَنَازِلِ الْآخِرَةِ، فَإِنْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ،
وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] -: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ
مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ.
بشَّره النبي - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - بالجنة على بلوى تصيبه؛
فكان صابرًا محتسبًا حتى لقي ربه.
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ أَنَّهُ
تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: لَأَلْزَمَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] -، وَلَأَكُونَنَّ مَعَهُ
يَوْمِي هَذَا. فَجَاءَ الْمَسْجِدَ فَسَأَلَ عَنْ النَّبِيّ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] -، فَقَالُوا: خَرَجَ
وَوَجَّهَ هَا هُنَا، قَالَ: فَخَرَجْتُ عَلَى إِثْرِهِ أَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى
دَخَلَ بِئْرَ أَرِيسٍ، فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ - وَبَابُهَا من جَرِيدٍ
-حَتَّى قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - حَاجَتَهُ فَتَوَضَّأَ،
فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى بِئْرِ أَرِيسٍ، وَتَوَسَّطَ
قُفَّهَا وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ؛ وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ، فَسَلَّمْتُ
عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ، فَقُلْتُ: لَأَكُونَنَّ
بَوَّابَ رَسُولِ اللَّهِ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - الْيَوْمَ، فَجَاءَ أَبُو
بَكْرٍ فَدَفَعَ الْبَابَ، فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟! فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ:
عَلَى رِسْلِكَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذَا أَبُو بَكْرٍ
يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، فَأَقْبَلْتُ
حَتَّى قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: ادْخُلْ وَرَسُولُ اللَّهِ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - يُبَشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَجَلَسَ عَنْ
يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - مَعَهُ فِي الْقُفِّ،
وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ كَمَا صَنَعَ النَّبِيّ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] -، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ وَقَدْ تَرَكْتُ
أَخِي يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُنِي، فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدْ اللَّهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا
- يُرِيدُ أَخَاهُ - يَأْتِ بِهِ، فَإِذَا إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ، فَقُلْتُ:
مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، ثُمَّ
جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ،
فَقُلْتُ: هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ
وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، فَجِئْتُ فَقُلْتُ: ادْخُلْ، وَبَشَّرَكَ رَسُولُ
اللَّهِ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - بِالْجَنَّةِ، فَدَخَلَ
فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - فِي الْقُفِّ عَنْ
يَسَارِهِ، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ،
فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدْ اللَّهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا يَأْتِ بِهِ، فَجَاءَ إِنْسَانٌ
يُحَرِّكُ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ،
فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى
بَلْوَى تُصِيبُهُ، فَجِئْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: ادْخُلْ وَبَشَّرَكَ رَسُولُ
اللَّهِ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى
تُصِيبُكَ، فَدَخَلَ فَوَجَدَ الْقُفَّ قَدْ مُلِئَ، فَجَلَسَ وِجَاهَهُ من
الشَّقِّ الْآخَرِ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: فَأَوَّلْتُهَا قُبُورَهُمْ.


علي بن أبي
طالب - رضي الله عنه -:

نُور المطيعين، وولي المتقين، وإمام العابدين، من أسرع
الصحابة إجابة، وأعظمهم حلما، وأوفرهم علما، وأقومهم قضية، حُرمنا علمه بسبب غلو
الشِّيعة فيه وكذبهم عليه -وإلى الله المشتكى، وأما فضائله فقد لاحت في الأفق،
وإليك ما قيل بحضرة خصمه ومن لاحت بينهما السيوف - معاوية - رضي الله عنه -.

دخل ضرار بن ضمرة الكِناني على معاوية، فقال له: صِفْ لي عليًا، فقال أو تعفيني
يا أمير المؤمنين، قَالَ: لا أعفيك، قَالَ: أما إذ لا بد؛ فإنه كان والله بعيد
المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من
نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير العبرة،
طويل الفكرة، يقلب كفه، ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما جشب،
كان والله كأحدنا يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، وكان مع تقربه إلينا
وقربه منا؛ لا نكلمه هيبة له، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين
ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، فأشهد بالله لقد
رأيته في بعض مواقفه؛ وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه يميل في محرابه قابضًا على
لحيته يتململ تململ السَّليم، ويبكي بكاء الحزين، فكأني أسمعه الآن وهو يقول: يا
ربنا يا ربنا يتضرع إليه ثم يقول للدنيا: إلَيَّ تغررَّتِ، إلَيَّ تشوفت، هيهات
هيهات، غُرِّي غَيْري، قد بنتك ثلاثًا، فعمرك قصير، ومجلسك حقير، وخطرك يسير، آه آه
من قلة الزاد، وبعد السَّفر، ووحشة الطريق.
فوكفت دموع معاوية على لحيته؛ ما
يملكها، وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء، فقال: كذا كان أبو الحسن - رحمه
الله -، ثم قَالَ: كَيْفَ وَجْدُك عليه يا ضرار؟ قَالَ: وَجْدُ مَنْ ذُبِحَ
وَاحِدُهَا فِي حَجْرِهَا؛ لَا تَرْقَأُ دَمْعَتُهَا، وَلَا يَسْكُنُ حُزْنُها -
ثُمَّ قَامَ فَخَرَجَ.

أبو عبيدة ابن الجراح:
أبو عبيدة الأمين الرَّشيد، والقائد
السَّديد اختاره عمر؛ وهو يتمنى ملأ مكانه رجالًا كأبي عبيدة.
عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ
أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَنَا أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ
الْجَرَّاحِ.
دخل عمر بن الخطاب على أبي عبيدة بن الجراح، فإذا هو مضطجع على
طنفسة رحله متوسدًا الحقيبة، فقال له عمر: ألا اتخذت ما اتخذ أصحابك؟! فقال: يا
أمير المؤمنين هذا يبلغني المقيل.
وعن عمر بن الخطاب أنه قَالَ لأَصْحَابِهِ:
تَمَنُّوا، فقال رجل: أتمنى لو أن لي هذه الدار مملوءة ذهبًا أنفقه في سبيل الله،
ثم قَالَ: تَمَنُّوا، فقال رجل: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا وزبرجدًا وجوهرًا؛
أنفقه في سبيل الله وأتصدق، ثم قَالَ: تَمَنُّوا، فقالوا: ما ندري يا أمير
المؤمنين، فقال عمر: أتمنى لو أن هذه الدّار مملوءة رجالًا مثل أبي عبيدة بن
الجراح.

معاذ
بن جبل:

مقدام
العلماء، وإمام الحكماء!!!
قَالَ ابن مسعود رضي الله - تعالى -عنه: إن معاذ بن
جبل رضي الله - تعالى -عنه كان أمة قانتًا لله حنيفًا، فقيل له: إن إبراهيم كان أمة
قانتًا لله حنيفًا! فقال: ما نسيت، هل تدرون ما الأمة وما القانت؟ ! الأمة الذي
يُعَلِّم الخير، والقانت المطيع لله وللرسول، وكان معاذ يُعَلِّم النَّاس الخير،
ومطيعًا لله ولرسوله.
وكان معاذ بن جبل شابًا جميلًا سمحًا من خير شباب قومه،
لا يُسأل شيئا إلا أعطاه، حتى أدان دينا أغلق ماله، فكلم رسول الله - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - أن يكلم غرماءه ففعل، فلم
يضعوا له شيئًا، فلو ترك لأحد لكلام أحد لترك لمعاذ لكلام رسول الله - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] -، فدعاه النَّبِيُّ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - فلم يبرح حتى باع ماله
وقسمه بين غرمائه، فقام معاذ لا مال له، فلما حجَّ بعثه النَّبِيُّ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - إلى اليمن ليجبره، وكان أول
من حجز عليه في هذا المال معاذ، فقدم على أبي بكر رضي الله - تعالى -عَنْهُ من
اليمن وقد تُوفي رسول الله - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] -
قَالَ أبو نعيم: وغُرماء
معاذ كانوا يهودًا فلهذا لم يضعوا عنه شيئًا.
فلما قبض النَّبِيُّ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - واستخلفوا أبا بكر، فاستعمل
أبو بكر عمر على الموسم فلقي معاذًا بمكة ومعه رقيق، فقال: هؤلاء أهدوا لي وهؤلاء
لأبي بكر، فقال عمر: إني أرى لك أن تأتي أبا بكر، قَالَ فَلَقِيه من الغد، فقال: يا
ابن الخطاب! لقد رأيتني البارحة وأنا أنزوي إلى النار وأنت آخذ بحجزتي، وما أراني
إلا مطيعك، فأتى بهم أبا بكر، فقال: هؤلاء أهدوا لي وهؤلاء لك، قَالَ: فإنا قد
سلمنا لك هديتك، فخرج معاذ إلى الصَّلاة؛ فإذا هم يُصلون خلفه، فقال: لمن تصلون هذه
الصَّلاة؟ قالوا لله - عز وجل -، قَالَ: فأنتم لله فأعتقهم.
وعن معاذ - رحمه
الله تعالى -لَمّا أن حضره الموت، قَالَ: انظروا أصبحنا؟ فأتى، فقيل: لم تصبح،
قَالَ: انظروا أصبحنا؟ فأتي فقيل: لم تصبح حتى أتى في بعض ذلك، فقيل له: قد أصبحت،
قَالَ: أَعُوذُ بالله من ليلة صباحها إلى النار، مرحبًا بالموت، مرحبًا زائر مغيب،
حبيب جاء على فاقة، اللهم إني قد كنت أخافك، فأنا اليوم أرجوك، اللهم أن كنت تعلم
أني لم أكن أحب الدُّنيا وطول البقاء فيها لكرى الأنهار، ولا لغرس الشَّجر، ولكن
لظمأ الهواجر، ومكابدة السّاعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.


بين أبي
عبيدة ومعاذ:

وقد أراد عمر - رضي الله عنه - أن يوقع اختبارًا - بعد أن
فتحت الدنيا، على أبي عبيدة ومعاذ - رضي الله عنهما -، ليختبر حال الأمراء
والعلماء.
وروي أن عمر - رضي الله عنه - أخذ أربعمائة دينار، فقال لغلام له:
أذهب بها إلى أبي عبيدة، ثم تله ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع، قَالَ: فذهب بها
الغلام، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: خذ هذه، فقال: وصله الله ورحمه، ثم قَالَ:
تعالي يا جارية! اذهبي بهذه السَّبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، حتى أنفذها،
فرجع الغلام إلى عمر وأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل؛ فأرسله بها إليه،
فقال معاذ: وصله الله، يا جارية! اذهبي إلى بيت فلان بكذا، ولبيت فلان بكذا، فاطلعت
امرأة معاذ، فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الخرقة إلا ديناران، فدحا
بهما إليها، ورجع الغلام فأخبر عمر فسر بذلك، وقال: إنهم إخوة بعضهم من بعض.

وهذه القصة تبين فطنة عمر في اختباره لحال الأمراء والعلماء، فبهم صلاح الأمة
إن صلحوا، وفسادها إن فسدوا.

أبو موسى الأشعري:
كان - رحمه الله - بالقرآن مترنما
وقائما، وفي طول الأيام طاويًا وصائمًا، صاحب القراءة والمزمار.
عن أبي سلمة:
كان عمر إذا جلس عنده أبو موسى، ربما قَالَ لَهُ ذَكِّرنا يا أبا موسى، فيقرأ.

عن أبي إدريس عائذ الله قَالَ: صَامَ أبو موسى الأشعري حتى عاد كأنه خلال، فقيل
له: يا أبا موسى لو أجممت نفسك، قَالَ: إجمامها أريد، أني رأيت السّابق من الخيل
المضمر، وربما خرج من منزله فيقول لامرأته شُدِّي رحلك، ليس على جهنم معبر.

وكان - رحمه الله - شجاعًا بطلًا مغوارًا لا يخشى بأسًا ولا يعبأ بعدو.

عَنْ أَبِي مُوسَى - رضي الله عنه - قَالَ: لَمَّا فَرَغَ النَّبِيّ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - مِنْ حُنَيْنٍ، بَعَثَ
أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ،
فَقُتِلَ دُرَيْدٌ وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ، قَالَ أَبُو مُوسَى: وَبَعَثَنِي
مَعَ أَبِي عَامِرٍ فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ، رَمَاهُ جُشَمِيٌّ
بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا
عَمِّ مَنْ رَمَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَىَّ، فَقَالَ: ذَاكَ قَاتِلِي الَّذِي رَمَانِي
فَقَصَدْتُ لَهُ فَلَحِقْتُهُ، فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى فَاتَّبَعْتُهُ، وَجَعَلْتُ
أَقُولُ لَهُ: أَلَا تَسْتَحْيِي؟ أَلَا تَثْبُتُ؟ فَكَفَّ، فَاخْتَلَفْنَا
ضَرْبَتَيْنِ بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لِأَبِي عَامِرٍ: قَتَلَ
اللَّهُ صَاحِبَكَ قَالَ: فَانْزِعْ هَذَا السَّهْمَ فَنَزَعْتُهُ فَنَزَا مِنْهُ
الْمَاءُ، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! أَقْرِئْ النَّبِيَّ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: اسْتَغْفِرْ لِي. وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو
عَامِرٍ عَلَى النَّاس، فَمَكُثَ يَسِيرًا ثُمَّ مَاتَ، فَرَجَعْتُ فَدَخَلْتُ
عَلَى النَّبِيِّ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرٍ
مُرْمَلٍ وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ؛ قَدْ أَثَّرَ رِمَالُ السَّرِيرِ بِظَهْرِهِ
وَجَنْبَيْهِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِنَا وَخَبَرِ أَبِي عَامِرٍ، وَقَالَ: قُلْ
لَهُ اسْتَغْفِرْ لِي، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ،
فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ، وَرَأَيْتُ بَيَاضَ
إِبْطَيْهِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ
من خَلْقِكَ من النَّاس، فَقُلْتُ: وَلِي فَاسْتَغْفِرْ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ، وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مُدْخَلًا كَرِيمًا.
واجتهد الأشعري قبل موته اجتهادًا شديدًا، فقيل له لو
أمسكت! ورفقت بنفسك بعض الرفق، قَالَ: إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها، أخرجت
جميع ما عندها، والذي بقي من أجلي أقل من ذلك، فلم يزل على ذلك حتى مات.
قَالَ
الذَّهبي: وكان أبو موسى صوَّامًا قوَّامًا، ربانيًا زاهدًا عابدًا، ممن جمع
العِلْمَ والعمل والجهاد، وسلامة الصَّدر، لم تُغيره الإمارة ولا اغتر بالدُّنيا.


بين معاذ بن
جبل وأبي موسى الأشعري:

عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - أَبَا مُوسَى وَمُعَاذَ
بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ: وَبَعَثَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى
مِخْلَافٍ -قَالَ وَالْيَمَنُ مِخْلَافَانِ - ثُمَّ قَالَ: يَسِّرَا وَلَا
تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا، فَانْطَلَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا
إِلَى عَمَلِهِ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِذَا سَارَ فِي أَرْضِهِ كَانَ
قَرِيبًا من صَاحِبِهِ أَحْدَثَ بِهِ عَهْدًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَسَارَ مُعَاذٌ
فِي أَرْضِهِ قَرِيبًا من صَاحِبِهِ أَبِي مُوسَى، فَجَاءَ فَقَالَ: يَا عَبْدَ
اللَّهِ! كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا، قَالَ:
فَكَيْفَ تَقْرَأُ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟ قَالَ: أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ فَأَقُومُ
وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِي من النَّوْمِ، فَأَقْرَأُ مَا كَتَبَ اللَّهُ لِي
فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي.

عبد الله بن عمر:
المتعبد المتهجد المتتبع للأثر
المتشدِّد، كادت أن تكون له الخلافة فصانه الله وحفظه من الفتن، قَالَ نَافِعٌ: دخل
ابن عمر الكعبة فسمعته يقول وهو ساجد: قد تعلم ما يمنعني من مزاحمةِ قريش على هذه
الدنيا إلا خوفك.
وعن سعيد بن جبير قَالَ: رَأَيْتُ ابن عمر وأبا هريرة وأبا
سعيد وغيرهم كانوا يرون أنه ليس أحد منهم على الحال التي فارق عليها محمد - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] -؛ غير ابن عمر.
وكان
لعبد الله بن عمر مِهْرَاسٌ فيه ماء، فيصلى ما قُدِّر له، ثم يصير إلى فراشه فيغفى
إغفاء الطَّائر، ثم يقوم فيتوضأ، ثم يصلي، ثم يرجع إلى فراشه، فيغفى إغفاء
الطَّائر، ثم يثب فيتوضأ، ثم يصلي، فيفعل ذلك في الليلة أربع مرات، أو خمسًا.

وعن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه أنه تلا: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا من
كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} [سورة النساء: 41] فجعل ابن عمر يبكي حتى لصقت لحيته
وجيبه من دموعه، فأراد رجل أن يقول لأبي: أقصر فقد آذيت الشيخ.
وعن نافع، كان
ابن عمر إذا قرأ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ
لِذِكْرِ اللَّهِ} [سورة الحديد: 16] بكى حتى يغلبه البكاء.
وقيل لنافع: ما كان
يصنع ابن عمر في منزله، قَالَ: لا تُطِيقونه، الوضوء لكلِّ صلاة، والمصحف فيما
بينهما.
عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -
قَالَ: تَلَوْتُ هذه الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا
تُحِبُّونَ} [سورة آل عمران 3/92] فذكرت ما أعطاني الله - تعالى -، فما وجدت شيئًا
أحبَّ إلي من جاريتي رضية، فقلت: هي حرة لوجه الله - عز وجل -؛ فلولا أني لا أعود
في شيء جعلته لله - عز وجل - لنكحتها؛ فأنكحها نافع فهي أم ولده.
عن نافع
قَالَ: كَانَ ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قرَّبه لربه - عز وجل -. قَالَ
نافع: وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه، فربما شمر أحدهم فيلزم المسجد؛ فإذا رآه ابن
عمر رضي الله - تعالى -عنه على تلك الحالةِ الحسنة أعتقه فيقول: له أصحابه يا أبا
عبد الرحمن! والله ما بهم إلا أن يخدعوك، فيقول ابن عمر: فمن خدعنا بالله - عز وجل
- تخدَّعنا له، قَالَ نافع: فلقد رأيتنا ذات عشية وراح ابن عمر على نجيب له قد أخذه
بمالٍ عظيم؛ فلما أعجبه سيره أناخه مكانه، ثم نزل عنه، فقال: يا نافع انزعوا زِمامه
ورحله، وجللوه وأشعروه، وأدخلوه في البدن.
وعن ابن سيرين أن رجلًا قَالَ: لابن
عمر أعمل لك جَوَارِش، قَالَ: وما هو؟ قَالَ: شيء إذا كَظَّك الطَّعام فأصبت منه
سهل، فقال: ما شبعت منذ أربعة أشهر، وما ذاك أن لا أكون له واجدا، ولكن عهدت قومًا
يشبعون مرة، ويجوعون مرة.
قَالَ الذَّهبي: وأين مثل ابن عمر في دينه، وورعه،
وعلمه، وتألهه، وخوفه، من رجل تعرض عليه الخلافة فيأباها، والقضاء من مثل عثمان
فيرده، ونيابة الشّام لعلي فيهرب منه، فالله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من
ينيب.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رجب العميشي
مشرف
مشرف
avatar


عدد المساهمات : 950
تاريخ التسجيل : 22/11/2009
العمر : 50
الموقع : الاستاذ رجب ابو الدهبhttp://ragab2010.yoo7.com

رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه/2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه/2   رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه/2 Icon_minitimeالسبت فبراير 06, 2010 4:48 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http:// http://ragab2010.yoo7.com
 
رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه/2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فقيرالمداحين :: منتديات فقير المداحين الأسلامية :: قسم القرآن الكريم والتفسير-
انتقل الى: