السنة الصلاة قبل الخطبة وخلاف ذلك بدعة:
.ففي الحديث عن جابر عند البخاري ومسلم وأبي داود قال: (خرج النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يوم الفطر فصلى قبل الخطبة).
وعن أنس عند البخاري ومسلم: (أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم صلى يوم النحر ثم خطب).و عن أبي سعيد عند البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه قال: (خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يوم أضحى أو فطر إلى المصلى فصلى ثم انصرف فقام فوعظ الناس)
*وهذه الأحاديث تدل على أن المشروع في صلاة العيد تقديم الصلاة على الخطبة قال القاضي عياض: هذا هو المتفق عليه بين علماء الأمصار وأئمة الفتوى ولا خلاف بين أئمتهم فيه وهو فعل النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم والخلفاء الراشدين من بعده إلا ما روي أن عمر في شطر خلافته الآخر قدم الخطبة لأنه رأى من الناس من تفوته الصلاة وليس بصحيح ثم قال: وقد فعله ابن الزبير في آخر أيامه.
وقال ابن قدامة: لا نعلم فيه خلافاً بين المسلمين إلا عن بني أمية قال: وعن ابن عباس وابن الزبير أنهما فعلاه ولم يصح عنهما قال: ولا يعتد بخلاف بني أمية لأنه مسبوق بالإجماع الذي كان قبلهم ومخالف لسنة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم الصحيحة, وقد أنكر عليهم فعلهم وعد بدعة ومخالفاً للسنة.
قال العراقي: الصواب أن أول من فعله مروان بالمدينة في خلافة معاوية كما ثبت ذلك في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري قال: ولم يصح فعله عن أحد من الصحابة لا عمر ولا عثمان ولا معاوية ولا ابن الزبير انتهى. وقد اختلف في صحة صلاة العيدين مع تقدم الخطبة ففي مختصر المزني عن الشافعي ما يدل على عدم الاعتداد بها. وكذا قال النووي في شرح المهذب إن ظاهر نص الشافعي أنه لا يعتد بها قال وهو الصواب