أما والهوَى لو ذُقتَ طعمَ الهوَى العُذري |
|
أقمتَ بمن أهواهُ يا عاذلي عذري
|
|
ولو شاهَدَتْ عَيناكَ وجهَ معذِّبي، |
|
وقد زارني بعدَ القطيعة ِ والهجرِ
|
|
رأيتَ بقَلبي من تلَقّيهِ مَرحَباً، |
|
وسَيفُ عليٍّ في لِحاظِ أبي بَكرِ
|
|
مليحٌ يرينا فرعهُ وجبينهُ |
|
سُدولَ ظَلامٍ تحتَها هالَة ُ البَدرِ
|
|
وأسمرُ كالخطيّ زرقاً عيونهُ، |
|
كَذاكَ رِماحُ الخَطّ زُرقاً على سُمرِ
|
|
مزجتُ بشكوى الحبّ رقة َ عتبه، |
|
فكنتُ كأنّي أمزُجُ الماءَ بالخَمرِ
|
|
ولُذتُ بظلّ الاعترافِ وإن جَنَى ، |
|
مخافة َ إعراضٍ، إذا جئتُ بالعذرِ
|
|
........................................
نَعَم لقُلوبِ العاشقينَ عيُونُ، |
|
يَبينُ لها ما لا يَكادُ يَبينُ
|
|
نظرنا بها ما كانَ قبلُ من الهوى ، |
|
فدَلّ على ما بَعدَها سَيَكونُ
|
|
نهانا النهى عنها، فلجتْ قلوبنا، |
|
فقُلنا: اقدُمي! إنّ الجنونَ فُنُونُ
|
|
نَغُضّ ونَعفُو للغَرامِ، إذا جَنَى ، |
|
ويَقسُو علَينا حكمُهُ، فنَلِينُ
|
|
نَرُدّ حدودَ المُرهَفاتِ كَليلَة ً، |
|
وتَفتُكُ فينا أعينٌ وجُفُونُ
|
|
نُهَوّنُ في سُبلِ الغَرامِ نُفُوسَنا، |
|
وما عادَة ً، قَبلَ الغَرامِ، تَهُونُ
|
|
نُطيعُ رِماحاً فَوقَهنّ أهلّة ٌ، |
|
وكُثبانَ رَملٍ فوقَهنّ غُصونُ
|
|
نَواعِمُ شَنّتْ في المُحبّينَ غارَة ً |
|
بها اللّدنُ قَدٌّ، والسّهامُ عُيُونُ
|
|
نبالٌ، ولكنّ القسيَّ حواجبٌ، |
|
نِصالٌ، ولكنّ الجُفُونَ جُفُونُ
|
|
نهبنَ قلوبَ العاشقينَ، وغادرتْ |
|
بجِسمي ضَنًى للقَلبِ منهُ شُجونُ
|
|
نحولٌ وصبرٌ قاطنٌ ومقوضٌ، |
|
ودَمعٌ وقَلبٌ مُطلَقٌ ورَهِينُ
|
|
نسهلُ أحوالَ الغرامِ تجلداً، |
|
وإنّ سُهُولَ العاشقِينَ حُزونُ
|
|
نتابعهُ طوراً، ولا عروة ُ الهوى |
|
بوثقى ولا حبلُ الزمانِ متينُ
|
|
نظنّ جميلاً في الزمانِ، وإنهُ |
|
زمانٌ لتصديعِ القلوبِ ضمينُ
|
|
نرومُ وعودَ الجودِ منه، وقد غدتْ |
|
لدى المَلِكِ المَنصورِ، وهيَ ديُونُ
|
|
نبيُّ سماحٍ قد تحققَ بعثهُ، |
|
لهُ الرّأيُ وَحيٌ، والسّماحة ُ دينُ
|
|
نَجَتْ فِئَة ٌ لاذَتْ بهِ، فتَيَقنّتْ |
|
بأنّ طَريقَ الحَقّ فيهِ مُبينُ
|
|
نخيٌّ، له العزمُ الشديدُ مصاحبٌ، |
|
سَخيٌّ، لهُ الرّأيُ السّديدُ قَرينُ
|
|
نجيبٌ، لو أنّ البحرَ أشبهُ جودهُ، |
|
لما سلمتْ من جانبيهِ سفينُ
|
|
نفتْ عنهُ ما ظنّ العداة ُ عزائمٌ، |
|
هيَ الجَيشُ والجَيشُ الخَميسُ كمينُ
|
|
نَمَتهُ إلى القَومِ الذينَ رِماحُهُمْ |
|
قضَتْ في الوَغى أن لا يَضِيقَ طَعِينُ
|
|
نُجومٌ لها فوقَ السّروجِ مَطالِعٌ، |
|
لُيُوثٌ لها تحتَ الرّماحِ عَرينُ
|
|
نفوسهمُ يومَ الجدالِ جداولٌ، |
|
وآراؤهم يومَ الجِدالِ حُصُونُ
|
|
نَجَعنا إلَيهِ من بلادٍ بَعيدَة ٍ، |
|
وكلٌّ لهُ حسنُ الرجاءِ ضمينُ
|
|
نهضنا لنستسقي السحابَ، فجادنا |
|
سَحابُ نَدَى كَفّيهِ وهيَ هَتونُ
|
|
نوافيكَ يا من قد غدتْ حركاته |
|
على المُلكِ منها هَيبَة ٌ وسُكُونُ
|
|
نُجازى بما نأتي إلَيكَ هَديّة ً، |
|
فنحملُ درّ المدحِ، وهو ثمينُ
|
|
نعمتَ، ولا زالتْ ربوعكَ جنة ً، |
|
فمَغناكَ حِصنٌ للعُفاة ِ حَصينُ
|
|
نهبتَ الثنا والجودَ والمجدَ والعلى ، |
|
ونِلتَ الأماني، والزّمانُ سُكُونُ
|
|
.........................................................................