فقيرالمداحين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزائر الكريم/مرحبا بكم معنا فى فقير المداحين
ندعوكم للتسجيل معنا والمشاركات
تقبل تحيات/الشيخ عيدالديروطى

ذوالنون المصرى رائد التصوف 14729619

Uploaded with ImageShack.us
فقيرالمداحين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزائر الكريم/مرحبا بكم معنا فى فقير المداحين
ندعوكم للتسجيل معنا والمشاركات
تقبل تحيات/الشيخ عيدالديروطى

ذوالنون المصرى رائد التصوف 14729619

Uploaded with ImageShack.us
فقيرالمداحين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فقيرالمداحين

يحتوي علي فقرات من الأنشاد الديني والمدائح والقصة ( صوتيه ومرئية وخطابه دينية ) لصاحب الموقع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
  ذوالنون المصرى رائد التصوف AAnHXBW5wB4owCHOAnWjwBecXBkyBzDhABEugA9ksfkKgBCmQAi3wSMeRAcCNAS0gkiJAA4GHA07gBERABZYXBmZgBnJQB3n+kFJuQxA1QQTdwwJYsK7blwMZoAJJUAVkhQVBYDYMQQhW2j5YUJQa0DZpsARfGAQJwARksgiSDQdPJRCIoMHystpn8N8ATgZiQAa3RAYGPgZgcKoKbuAM3gZvEDFnEN1vMgiE0CcLUQhNEFNu4AeNIHqM0GMlUASD+ggD0TNJMIkL4TTPKAhNEAJp9EOG4NpUUAVmCgeRAAl3wAQ0wAK+8hD8UyaEQOEUHuRCPuRAznMTcbtJsAcWLhCOMAdtAD79UxCLFtgNATFsQAMvEAQhAAEx0AeMIQd4oMGfgQVdmwGUrX1d0jRjwAWda918MAitbBA79xCLdgTFWgEzkAc4CbEIdGAENxAG47TmBhEJgxAIcy4SMUMGOUAGan4QMqoHIkTo5zGjS03pmJ7pmr7pnN7pnh4RAQEAOw==  / موقع فقير المداحين/ ذوالنون المصرى رائد التصوف 9k=  الشيخ عيد جاد عمران الديروطى/ ذوالنون المصرى رائد التصوف 2Q==  يرحب بكم ويتمنى لكم قضاء وقت ممتع مع الانشاد الدينى والمعلومات الدينية والثقافيه/  ذوالنون المصرى رائد التصوف W3CGydTP63LxVYfYUNdBnBs9deK4ANBVWAvogKNZVOiw5+6NIB12ucUBffcdNdt991456333nz37fffgAcu+CWBAAA7   يمكنك الاستماع الى مقاطع تجريبية على بوابة المنتدى /  ذوالنون المصرى رائد التصوف Cb5SoQplLoYAKZEABcG7ElY08iCcsYaYsnYGZOQEwrUHkASygARJYiMspuEEJSTbEDSaQ6E58L7I6UYADWqCDJUDBCjV28iFi8IIMd+IJUGB0dBgAZwV0+RDxFQWDH4BnE8XCCEd4gYNdLYtO03oZirq1rnWd6l3b4sO+Drawh62gDioTO1HHlgWwk32KXDP72dCOtrSnTW1N5Ljam7g2trfN7W57+9vgDjdhAgEAOw==  الشيخ عيد الديروطى

 

 ذوالنون المصرى رائد التصوف

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
eid
صاحب الموقع (فقير المداحين)
صاحب الموقع (فقير المداحين)
eid


عدد المساهمات : 2673
تاريخ التسجيل : 15/05/2009
الموقع : www.aidjad.yoo7.com

ذوالنون المصرى رائد التصوف Empty
مُساهمةموضوع: ذوالنون المصرى رائد التصوف   ذوالنون المصرى رائد التصوف Icon_minitimeالسبت مايو 01, 2010 5:54 pm

ذو النون المصري... رائد التصوّف الذي اختلف عليه الناس

اتخذ من التقرب إلى الله منتهى رغبته، ومعقد أمله ومقصده، وغاية مراده ومنيته، وأقصى مرامه وبغيته، وأعلى ما تثب إليه روحه، ويسعى جسده. لم يكن زاهداً وعابداً عابراً في تاريخ التصوّف ومسيرته، بل كان من أصحاب الأذواق والمواجيد وأرباب المعرفة والرأي والفقه.

تقلبت أحواله حتى اختلف عليه الناس. وتناثرت أخباره حتى تفرق بشأنه المؤرخون. واختلطت أقواله حتى ساح من تدبر سيرته في ظنون لا نهاية لها، عن مسلكه ومصيره، وعن معتقداته وأفكاره وتقديره. ولم يسلم ميلاده ومماته من هذا التناثر والتضارب والاختلاط، فقيل إنه مات عن ستين عاماً، كذلك قيل إنه مات عن تسعين عاماً.

المنشأ والمسيرة
هو أبو الفيض ذو النون ثوبان بن إبراهيم المصري، ولد في أواخر أيام المنصور، على الأرجح عام 185 هـ، وقد قيل إن ذا النون من موالي قريش، وكان أبوه نوبياً، ثم نزل إلى إخميم في صعيد مصر، وأقام فيها فسمع يوماً صوت لهو ودفاف، فسأل:
ما هذا؟
قيل: عرس
وسمع بجانبه بكاءً وصياحاً
فسأل: ما هذا؟
فقيل: فلان مات.

فقال: أعطى هؤلاء فما شكروا وابتلى هؤلاء فما صبروا وأقسم أن لا يبيت بالبلد فخرج فوراً إلى مصر فقطنها.
يصفه المناوي في كتابه {الكواكب الدرية} بأنه {العارف الناطق بالحقائق، الفائق للطرائق، ذو العبارات الوثيقة، والإشارات الدقيقة، والصفات الكاملة، والنفس العاملة، والهمم الجلية، والطريقة المرضية، والمحاسن الجزيلة المتبعة، والأفعال والأقوال التي لا تخشى منها تبعة، زهت به مصر وديارها، وأشـرق بنوره ليلها ونهارهـا}.

وقال الدارقطني عنه: {روى عن مالك أحاديث فيها نظر، وكان واعظاً} .ويصفه ابن يونس بأنه كان عالماً فصيحاً حكيماً. أما يوسف بن أحمد البغدادي فيقول: {كان أهل ناحيته يسمونه الزنديق:. وقال السلمي في {محن الصوفية': {ذو النون أول من تكلم ببلدته في ترتيب الأحوال، ومقامات الأولياء، فأنكر عليه عبد الله بن عبد الحكم، وهجره علماء مصر، وشاع أنه أحدث علماً لم يتكلم فيه السلف، وهجروه حتى رموه بالزندقة}.
وقال محمد بن الفرخي: {كنت مع ذي النون في زورق، فمر بنا زورق آخر، فقيل لذي النون: إن هؤلاء يمرون إلى السلطان، يشهدون عليك بالكفر. فقال: اللهم إن كانوا كاذبين، فغرقهم ، فانقلب الزورق، وغرقوا . فقلت له: فما بال الملاح ؟ قال: لم حملهم وهو يعلم قصدهم ؟ ولأن يقفوا بين يدي الله غرقى خير لهم من أن يقفوا شهود زور، ثم انتفض وتغير، وقال: وعزتك لا أدعو على أحد بعدها}.

ويقال إن أمير مصر دعاه وسأله عن اعتقاده ، فتكلم ، فرضي أمره . وطلبه الخليفة المتوكل، فلما سمع كلامه، وَلِعَ به وأحبَّه حباً جماً. وكان يقول: إذا ذكر الصالحون ، فحيَّ هلا بذي النون.
وتذكر المصادر التاريخية أن ذا النون زار بغداد مرة واحدة وقابل المتوكل ثم عاد إلى مصر حيث تُوفي يوم الاثنين الثاني من ذي القعدة سنة 246 هـ ، ومات المتوكل بعده بعام واحد.
ويروي عمرو بن السرح: {قلت لذي النون : كيف خلصت من المتوكل، وقد أمر بقتلك؟ قال: لما أوصلني الغلام، قلت في نفسي: يا من ليس في البحار قطرات، ولا في ديلج الرياح ديلجات، ولا في الأرض خبيئات، ولا في القلوب خطرات، إلا وهي عليك دليلات، ولك شاهدات، وبربوبيتك معترفات، وفي قدرتك متحيرات، فبالقدرة التي تُجيرُ بها من في الأرضين والسماوات إلا صليت على محمد وعلى آل محمد، وأخذت قلبه عني، فقام المتوكل يخطو حتى اعتنقني، ثم قال : أتعبناك يا أبا الفيض}.

ويقال إن المتوكل طلب منه أن يكتب له دعاء يدعو الله به دائماً، فكتب له: {رب أقمني في أهل ولايتك، مقام رجاء الزيادة في محبتك، واجعلني ولها بذكرك في ذكرك إلى ذكرك، وفي روح بحابح أسمائك لاسمك، وهب لي قدماً أعادل بها بفضلك أقدام من لم يزل عن طاعتك، وأحقق بها ارتياحاً في القرب منك، وأحف بها جولا في الشغل بك، ما حييت وما بقيت رب العالمين، إنك رؤوف رحيم. اللهم بك أعوذ وألوذ وأؤمل البلغة إلى طاعتك، والمثوى الصالح من مرضاتك، وأنت ولي قدير}.

أما يوسف بن الحسين فيقول: {حضرت مع ذي النون مجلس المتوكل، وكان مولعاً به، يفضله على الزهاد، فقال: صف لي أولياء الله. قال: يا أمير المؤمنين، هم قوم ألبسهم الله النور الساطع من محبته، وجللهم بالبهاء من إرادة كرامته، ووضع على مفارقهم تيجان مسرته، فذكر كلاماً طويلاً .

وقال عنه الذهبي بترجمته في كتاب سير أعلام النبلاء: {ذو النون المصري الزاهد شيخ الديار المصرية... هو من روى عن مالك والليث وابن لهيعة وفضيل بن عياض وسلم الخواص وسفيان بن عيينة وطائفة}.
وكانت لذي النون مهارة في علم الكيمياء وصناعتها، يقال إنه تعلمها من الكيميائي العربي الشهير جابر بن حيان، وبرع في فنون التنجيم وفك الطلاسم. وكان من المنشغلين بحل رموز ورق البردي في إخميم، التي كانت حافلة بالرسوم القبطية القديمة. وقد تمكن بالفعل من حل كثير من رموزها ونقوشها، فصارت معلومة للناس بعد جهل، وواضحة بعد غموض.

وعلى النقيض من هذا يقول الدكتور أحمد صبحي منصور: {ذو النون المصري شخصية مجهولة غامضة، والمكتوب عنها في المصادر التاريخية لا يتعدى صفحتين على الأكثر... وكانت أغلب سيرته أقوالاً وليست وقائع وأحداثاً}. وقد جاء ذكر سيرة ذي النون بصفحات قليلة في الكثير من المصادر التاريخية في مطلعها: طبقات الصوفية للسلمي، وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني، والرسالة القشيرية، والأنساب للسمعاني، ووفيات الأعيان لابن خلكان، والوافي بالوفيات للصفدي، والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردي الأتابكي، وحسن المحاضرة للسيوطي، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي، وموسوعة الأعلام للزركلي.

وثمة من يحيل ذا النون إلى الطائفة الإسماعيلية الشيعية، التي تأثر بها، وطالع مذهبها، فظهرت مقولاتها وأفكارها في بعض ما كان يقوله ويعتقد فيه. وهو إما أخذ عنهم مباشرة، حيث كانوا يسعون أيامها إلى نشر مذهبهم في دول شمال إفريقيا، وإما يكون اطلع على أفكارهم في ما قرأه عنهم لدى {إخوان الصفا وخلان الوفا} وكذلك في كتابات أبي حيان التوحيدي. وقد ظهر هذا التأثير في عبارة منسوبة إلى ذي النون قال فيها لأصحابه: {من أراد طريق الآخرة فليكثر مساءلة الحكماء ومشاورتهم، وليكن أول شيء يسأل عنه العقل، لأن جميع الأشياء لا تدرك إلا بالعقل. ومتى أردت الخدمة لله، فاعقل لم تخدم، ثم اخدم}.
وإعلاء العقل ذي {المعرفة البرهانية} على الحدس و'المعرفة اللدنية} ليس من مألوف المتصوفة، ما يعني أن هذه الفكرة وافدة على ذي النون، لم يحصل عليها من إلهامه وذوقه، ولم يأخذها عن صوفي آخر.

طريق الهداية
والسؤال: هل سار ذو النون في طريق الله منذ نعومة أظافره، أم أنه اهتدى في منتصف الطريق؟ وهنا، يروي يوسف بن الحسين جانباً من حياة ذي النون في شبابه فيقول: {استأنست بذي النون، فقلت له: أيها الشيخ ما كان بدء شأنك؟ قال: كنت شاباً صاحب لهو ولعب... وذات مرة خرجت من مصر لبعض القرى فنمت فى الطريق في بعض الصحارى ففتحت عيني فإذا بقنبرة عمياء سقطت من وكرها على الأرض فانشقت الأرض فخرج منها سكرجتان: إحداهما ذهب والأخرى فضة وفي إحداهما سمسم والأخرى ماء، فجعلت تأكل من هذه وتشرب من هذه، فقلت حسبي قد تبت، ولزمت الباب إلى أن قبلني}.
وثمة من يؤكد أن توبة الرجل جاءت خلال أدائه فريضة الحج. لكن ثمة من يؤكد أيضاً أن تلك التوبة كانت على يد شقران المغربي العابد، وهو شخصية قوية أثرت تأثيراً كبيراً في تلميذه.
وكان ذو النون يقول دوماً: {إن لله عباداً خرجوا إليه بإخلاصهم، وشمروا إليه بنظافة أسرارهم، فأقاموا على صفاء المعاملة، وبادروا إلى استماع كلامه بحضور أفهامهم، فعند ذلك نظر إليهم بعين الملاحظة فأجزل لهم المواهب، وحفت لهم منه العطايا، فشموا روائح القرب من قربه، وهبت عليهم رياح اللقاء من تحت عرشه، فتطايرت أرواح قلوبهم إلى ذلك الروح العظيم، ثم نادت لا براح} .
وقال:
ألا خل خدوم؟
ألا صديق يدوم؟
ألا حليف وداد؟
ألا صحيح اعتقاد؟
أين من استراح قلبه بحب الله؟

أين من ظهر على جوارحه نور خدمة الله؟
أين من عرف الطريق؟
أين من نظر بالتحقيق؟
أين من سقى فباح؟
أين من بكى وناح؟

أولئك تحف بهم الملائكة بالليل والنهار، وتسلم عليهم الحيتان من البحار}.
رؤيته الصوفيّة
كان ذو النون يؤمن بأن {القرآن كلام الله غير مخلوق} ويرى أن الله تعالى لا يمكن أن يتصوره أحد مهما أطلق لخياله العنان، إذ يقول: {مهما تصور في وهمك، فالله بخلاف ذلك}. وكان ذو النون يرى أن الاستغفار يجمع معاني عدة هي:
الندم على ما مضى
والعزم على الترك
وأداء ما ضيعت من فرض
ورد المظالم في الأموال والأعراض والمصالحة عليها
وإذابة كل لحم ودم نبت على الحرام
وإذاقة ألم الطاعة كما وجدت حلاوة المعصية
ومن يطالع أقوال ذي النون في المعرفة اللدنية والمحبة الإلهية والفناء يدرك تماماً أن الرجل ترك علامة قوية في تاريخ التصوف برمته، حين طلع على الناس بكلام جديد لا عهد لهم به في المقامات والأحوال والكشف والظاهر والباطن، فكانت له الريادة والسبق في هذا عن متصوفة مصر جميعاً.
ويُنسب إلى ذي النون أنه كان أول من عرف التوحيد بمعناه الصوفي، وأول من وضع تعريفات للوجد والسماع، وأول من استخدم الرمز في التعبير عن حاله. وهام ذو النون عشقاً في ربه، وعبر عن هذا شعراً في نظمه:
أطلبوا لأنفسكــم: مثلما وجدت أنـا
قد وجدت لي سكناً: ليس في هواه عنا
إن بعدت قربني: أو قربت منه دنا
ويناجي ذو النون ربه أن يلهمه نور المعرفة وأسرار المحبة، ويكشف عنه الحجب، ليقترب منه أكثر، فها هو يقول: {إلهي، لا تترك بيني وبين أقصى مرادي حجاباً إلا هتكته، ولا حاجزاً إلا رفعته، ولا وعراً إلا سهلته، ولا باباً إلا فتحته، حتى تقيم قلبي بين ضياء معرفتك، وتذيقني طعم محتبك، وتبرد بالرضى منك فؤادي، وجميع أحوالي، حتى لا أختار غير ما تختاره، وتجعل لي مقاماً بين مقامات أهل ولايتك، ومضطرباً فسيحاً في ميدان طاعتك}.
وقد سئل ذو النون ذات يوم: بم عرفت ربك؟ فقال: {عرفت ربي بربي، ولولا ربي ما عرفت ربي}. وكانت المعرفة لديه هي يقين يناله الإنسان بثلاثة أمور ترتبط جميعها بالذات الإلهية، أولها: النظر في الأمور كيف دبرها، وفي المقادير كيف قدرها، وفي الخلائق كيف خلقها.

ومفتاح العبادة لدى ذي النون هو الفكرة، وآية الوصول مخالفة النفس والهوى، ومخالفتها في ترك الأماني، وإن كل من داوم على التفكير يرى علم الروح في قلبه. ولذا كان ينصح دائماً كل من يسعى إليه بقوله: {لا تصحب مع الله تعالى إلا بالموافقة ولا مع الخلق إلا بالمناصحة، ولا مع النفس إلا بالمخالفة، ولا مع الشيطان إلا بالعداوة}.
وكان ذو النون ملامتياً، أي متعمق في إخلاصه، متحرياً للصدق في عبادته، لا يظهر خيراً ولا يضمر شراً، متكتماً على أحواله وأعماله. وهنا يقول ثلاثاً من علامات الإخلاص: استواء الذم والمدح من العامة، ونسيان رؤية الأعمال في الأعمال، وترك اقتضاء ثواب العمل في الآخرة.

ولم يكن الإخلاص لدى ذي النون منفصلاً عن الخوف والمراقبة واليقين والتوكل والحياء والصدق والذكر، وكلها من مقامات المتصوفة وأحوالهم. فها هو يقول عن الأول: {الناس على الطريق، ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف، ضلوا عن الطريق}. وسئل ذات مرة: متى يتيسر على العبد سبيل الخوف؟ فقال: {إذا أنزل نفسه منزلة السقيم يحتمي من كل شيء مخافة طول السقام}. أما المراقبة فإن علامتها ودليل تحققها لديه هما {إيثار ما آثر الله تعالى، وتعظيم ما عظم الله تعالى، وتصغير ما صغر}.

وفي ما يخص اليقين يرى ذو النون أن ثمة {ثلاثة من أعلام اليقين: قلة مخالطة الناس في العشرة، وترك المدح في العطية، والتنزه عن ذمهم عند المنع. وثلاثة من أعلام يقين اليقين: النظر إلى الله تعالى في كل شيء، والرجوع إليه في كل أمر، والاستعانة به في كل حال}. أما التوكل فيعرّفه بأنه {ترك تدبير النفس، والانخلاع من الحول والقوة، وإنما يقوى العبد على التوكل، إذا علم أن الله سبحانه وتعالى يعلم ويرى ما هو فيه}. ويرى ذو النون أن الحياء هو {وجود الهيبة في القلب مع وحشة ما سبق منك إلى ربك تعالى}. ويؤمن بأن الصدق هو {سيف الله، ما وضع على شيء إلا قطعه}. وأخيراً كان يرى أن {من ذكر الله ذكراً على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء، وحفظ الله تعالى عليه كل شيء وكان له عوضاً عن كل شيء}.
وقد ظل ذو النون وفياً لهذا الوجدان الصوفي الرائق حتى وافته المنية، بعد أن حفر علامة في تاريخ التصوف المصري خصوصاً، إذ يبدأ به حديث المؤرخين عن الصوفية على ضفاف النيل، ويركَّز عليه كحالة من {التصوف الفردي الجواني} قبل أن تتحول الصوفية المصرية إلى ظاهرة اجتماعية تسير في ركاب السلطة على يد صلاح الدين الأيوبي، حين أنشأ تكايا أو {خانقاوات} للمتصوفة توفر لهم الدولة فيها كل احتياجاتهم مقابل تفرغهم للعبادة، ورام الأيوبي من هذا استعمال أهل التصوف في محاربة المذهب الشيعي.

ويروي حيان بن أحمد السهمي أن ذا النون مات في الجيزة، وعبروا بجثمانه إلى مصر المحروسة في مركب خوفاً من زحمة الناس على الجسر، لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة ست وأربعين ومائتين وقال آخر: مات سنة ثمان وأربعين، وهذا اختلاف بسيط قياساً إلى الخلاف والجدل حول أفكار ذي النون ومواجيده وارتباطاته وتاريخه المتفرق على كتب قليلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.aidjad.yoo7.com
رجب العميشي
مشرف
مشرف
avatar


عدد المساهمات : 950
تاريخ التسجيل : 22/11/2009
العمر : 50
الموقع : الاستاذ رجب ابو الدهبhttp://ragab2010.yoo7.com

ذوالنون المصرى رائد التصوف Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذوالنون المصرى رائد التصوف   ذوالنون المصرى رائد التصوف Icon_minitimeالجمعة مايو 07, 2010 5:50 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http:// http://ragab2010.yoo7.com
 
ذوالنون المصرى رائد التصوف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فقيرالمداحين :: واحة فقير المداحين للمنوعات العامة-
انتقل الى: