1
قطار مَطروح الســريع
قطار مَطْروح .. أو / اسكندريّة – مَرْسَى مَطْروح يسير بالرُكَّاب في الصحراء والفيافي .. مُتَمَهِّلاً حيناً .. ومُتَعَطِّلاً حيناً .. لكنه كقطار الدنيا .. تنتهي رحلته بسـرعة في النهاية .. بِرَغْم كل شئ ! ..
كانت المَرَّة الأولى التي أركَب فيها القطار إلى مَرْسَى مَطروح ..
ذلك أني في عَودَتي السابِقة لذلك مِنْ مَرْسَى مَطروح ؛ وجدت سائق السيّارة ينام ..
كان رأسه يميل في الإغفاءة ؛ فيَعتَدِل مُتَنَبِّهاً ، وتُواصِل السيارة قَطْع الطريق ..
قرأت الشهادتين .. وطَلَبْت مِنْ زَميلَتي - في رِحلة العَودَة إلى الإسكندريّة - نيبال الدَمنهوري شاعِرَة مَطروح أن تقرأ الشهادتين ..
ووَجَدَت الشاعِرَة الزميلة الحَل للمُشكِلَة في أن نتكلم بصوت مُرتَفع خلف السائق فلا ينام وتنقطِع إغفاءاته الخطيرة ! ..
أمّا أنا فقد وجَدْت الحَل بعد ذلك في تَغيير وَسيلة المواصلات واستِبدال السيارة بالقطار ... نَفِر مِنْ قَضاء الله إلى قضائه ..
...
بِداية رِحلتي لمطروح كانت بِدَعْوَة مِنْ الشاعِرَة نيبال الدَمنهوري - والتي كَلَّمتني نيابة عن مُديريّة ثقافة مطروح كما أخبرتني - لإلقاء الشعر في قصر ثقافة مطروح ..
التقيت بالشاعِرَة ومجموعة مِنْ أدباء مطروح لأوّل مَرَّة قبل شهورقليلة مِنْ هذه الدَعوَة في مَسْجِد لصلاة الظُهر أثناء حضورنا لمؤتمر الأدب في مدينة دمنهور ..
العَجيب أننا كُنّا الوَحيدين – أدباء مَرْسَى مَطْروح وأنا – الذين أَدّوا صلاة الجماعة بالمَسْجِد في ذلك الحين لانشغال الآخرين بحضور مَراسِم الغداء ..
مِنْ أجل هذه الذِكْرَى الجميلة في خاطِري ؛ قَبلت الدَعوة .. وذهَبْت لمطروح .. ألقيت الشِعر .. وسمعت أشعار أهل مَطروح ..
وعندما ذهبت لألقي نَظْرَة على أرضي التي اشتريتها هناك مَحَبَّة مِنِّي في مَرْسَى مَطروح الجميلة ؛ فوجِئت بأن شَحتوت الذِئب المُحامي الذي اشتريت الأرض بِمَعرفته وأَوْكَلْت إليه أَمْر بنائها لي وتَسجيلها ؛ كاتب على جُدران السور أن الأرض مِلْكه !!!! ....