[b]العزير عليه السلام
من أبناء هارون بن عمران عليه السلام كان عبداً صالحاً في بني إسرائيل خرج ذات يوم إلى ضيعة له يتعاهدها، فلما انصرف أتى إلى خربة حين قامت الظهيرة وأصابه الحر، فنزل في ظل تلك الخربة واستلقى على ظهره ينظر في تلك البيوت ورأى ما فيها وهي قائمة على عروشها وقد باد أهلها ورأى عظاماً بالية وقال:«أنى يحيي هذه الله بعد موتها»فهو لم يشك أن الله يحييها ولكنه قالها تعجباً، فأماته الله مائة عام بعد ذلك بعث الله ملكاً فأحيا قلبه وعينيه فقط لينظر ويعقل كيف يكسو الله العظام لحماً وكيف يحيي جسده وعندما استوى سأله الملك كم لبثت، قال لبثت يوماً أو بعض يوم، فقال له الملك بل لبثت مائة عام، وقال له انظر إلى طعامك لم يتغير فهو على حاله،
وانظر إلى حمارك كيف هو عظاماً نخرة، فأمر الحمار فتقاربت العظام وكسيت لحما ونفخ فيه فقام الحمار رافعاً رأسه إلى السماء وعندها قال:«أعلم أن الله على كل شيء قدير»فركب حماره ورجع إلى قريته فلم يعرف أحداً من الناس ولم يعرفه أحد فجاء إلى منزله، فوجد عجوزاً عمياء جاوزت المائة وعشرين عاماً، قد كانت أمة عندهم وكان عمرها حين خرج العزير 20سنة وكانت تعرفه، فسألها: أهذا منزل العزير قالت نعم وبكت وحكت له كيف فقد العزير ولم يجدوه، قال فأنا العزير وكان الله قد أماتني ثم أحياني، فلم تصدقه وقالت له إن العزير كان مستجاب الدعاء يدعو للمريض فيشفى بإذن الله فادع لي الله يرجع لي بصري حتى أراك فأعرفك. فدعا الله ومسح عينيها فأبصرت بإذن الله، ثم أطلق رجليها أيضاً، فعندما رأته قالت: أشهد أنك عزير. وخرجت إلى بني إسرائيل تخبرهم، فكذبوها وأنكروها،
وأقبلوا عليه فقال ابنه: إن أبي كانت له شامة سوداء بين كتفيه فكشف عن كتفيه فوجدوها، فقالوا له إن العزير كان قد حفظ التوراة وبختنصر قد أحرقها فاكتبها لنا إن كنت عزيراً فأخبرهم العزير أن أباه قد خبأ التوراة أيام بختنصر في موضع لم يعرفه أحد غيري، فانطلق بهم ليكتب لهم التوراة من جديد فجددها لهم ومن ثم قالت اليهود العزير ابن الله، ذلك أن موسى عليه السلام لم يحفظ التوراة غيباً كما حفظها العزير. ولهذا فإن كثيراً من العلماء يقولون إن تواتر التوراة انقطع من زمن العزير.
مع تحيات فقير المداحين[/b]